تتُوق أسرة “غريب”، القاطنة بحي الألفة بمقاطعة الحي الحسني في مدينة الدار البيضاء، إلى إلقاء نظرة أخيرة على جثمان ابنها أحمد، بعد أن نجحت ناشطة جمعوية مسلمة مقيمة في عاصمة دولة البوسنة والهرسك، في الحصول على موافقة سلطات بلادها على نقل جثمانه انطلاقا من مطار “زغرب” بدولة كرواتيا، بعد نقله عبر مدينة سراييفو.

ولم تكف الناشطة البوسنية، زيهيدا بيهوراك، عن طرق كل الأبواب من أجل الاستجابة للرغبة الأخيرة لوالدة أحمد غريب، الذي قضى نحبه في دولة البوسنة بينما كان يحاول التسلل إلى دولة إيطاليا، بحثا عن مستقبل أفضل، في محاولات مستميتة ابتدأت منذ شهر أكتوبر من العام الماضي.

وكتبت زيهيدا في صفحتها على الفيسبوك: “أخبرتني أنك تتوق لبلوغ إيطاليا بحثا عن حياة أفضل، لكن الليلة هناك أم تعيش من جديد جوا من الظلام والوحدة، إلى متى تستمر الأمهات في تقبيل الوجه البارد لجثث أبنائها”.

وحسب والدة أحمد غريب، فإن الناشطة زيهيدا بمجرد توصلها بنسخة من البطاقة الوطنية للشاب المتوفى، ووثيقة رسمية تثبت موافقة السلطات المغربية على استقبال جثة الشاب “أحمد”، فإنه سيتم نقل جثته عبر طائرة للشحن الجوي انطلاقا من المطار الدولي للعاصمة زغرب.

ووجهت والدة “غريب” نداء إلى السلطات المغربية في العاصمة الرباط، من أجل تقديم بعض التسهيلات، ومنها وثيقة الموافقة على استقبال الجثة ورخصة الدفن في المغرب، من أجل استكمال باقي الإجراءات لدفن فلذة كبدها بمدينة الدار البيضاء.

وكان أحمد غريب، البالغ من العمر 28 سنة، غادر المغرب في السنة الماضية صوب تركيا، وكله أمل في بلوغ الديار الإيطالية عبر “الحريك”، من أجل الحصول على عمل لتحسين وضعيته ووضعية أسرته التي تعيش التهميش والفقر.

وأثناء محاولته تجاوز الحدود صوب ألبانيا في اتجاه إيطاليا، وجد نفسه مضطرا إلى قطع حاجز بدولة البوسنة والهرسك، ما تسبب في وفاته بعد سقوطه وإصابته بأسلاك شائكة.

hespress.com