لم تتوقف ردود الفعل التي أعقبت اكتشاف إنجاح مترشحة في الاختبار الكتابي لمباراة ولوج مركز تكوين مفتشي التعليم رغم أنها لم تجتز الاختبار، إذ بادر المترشحون الذين تقدموا للمباراة إلى إنشاء تنسيقية للمطالبة بإلغاء النتائج المعلنة.
ورغم أن إدارة مركز تكوين مفتشي التعليم نشرت “استدراكا”، عقب الضجة الكبيرة التي أثارتها الواقعة، أقرت فيه بأن لائحة إعلان نتائج المباراة تضمنت اسم مترشحة راسبة عوض اسم مترشح ناجح، فإن هذا الإقرار لم يُخمد غضب باقي المترشحين.
وذهب عدد من هؤلاء إلى القول إن المرشحة التي تم إنجاحها دون أن تشارك في المباراة كانت ستلتحق بمركز تكوين مفتشي التعليم ويُقصى المترشح الناجح، لولا الدور الكبير الذي لعبته وسائل التواصل الاجتماعي في كشف حيثيات هذه الواقعة؛ فيما ذهب البعض إلى المطالبة بإعادة المباراة كليا من أجل ضمان شفافيتها.
وتتواصل تعبيرات الاحتجاج على واقعة “إنجاح مترشحة غائبة” في مباراة المفتشين، إذ ذهبت “التنسيقية الوطنية للأساتذة المتضررين من مباراة التفتيش” إلى القول في بيان إن “مركز تكوين مفتشي التعليم بالرباط يدبر مباراة التفتيش تدبيرا إقصائيا وعشوائيا، يتعارض مع مقتضيات الدستور المغربي”.
ويبدو أن تداعيات مباراة ولوج مركز تكوين مفتشي التعليم مرشحة لتطورات أخرى، إذ عبرت التنسيقية المذكورة عن عزمها رفع دعوى قضائية ضد مركز تكوين مفتشي التعليم بالرباط؛ كما طالبت بإلغاء نتائج الامتحانات الكتابية وإعادة تصحيح الامتحان الكتابي، تحت إشراف لجان وزارية، وليس تحت إشراف المركز المذكور.
وتفجرت واقعة نجاح مترشحة في الاختبار الكتابي لمباراة ولوج مركز تكوين المفتشين رغم تغيبها عن الامتحان بعد أن تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خبر استدعائها لاجتياز الاختبار الشفوي، وهو ما حذا بإدارة مركز تكوين مفتشي التعليم إلى “استدراك” الأمر.
وتعليقا على الموضوع، قال عبد الغني الراقي، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم، التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، إن التبرير الذي قدمه مركز تكوين المفتشين بخصوص إنجاح مترشحة متغيبة كان من الممكن قبوله لولا أن نتائج امتحان الاختبار الكتابي عرفت اختلالا آخر تمثل في كون قوائم الناجحين أُدرجت فيها أسماء مترشحين بأرقام امتحان لا تعود لهم.
وأردف المتحدث، في تصريح لهسبريس: “نريد أن نعرف مَن هو الناجح في هذه الحالة، هل صاحب الاسم المُدرج في قائمة الناجحين أم صاحب رقم الامتحان”، مردفا: “هذه الاختلالات خلفت نوعا من الشك وجعلتنا نحن أيضا كنقابة نتساءل حول مصداقية المباراة”.
وشدد الراقي على أن صوْن مصداقية مباراة الولوج إلى مركز تكوين مفتشي التعليم يقتضي أن تبادر وزارة التربية الوطنية إلى تشكيل لجنة مستقلة من أجل التحرّي في نتائج الاختبار الكتابي، مشيرا إلى أنه كان من الأجدى تأجيل الاختبار الشفوي إلى حين الحسم في نتائج الاختبار الكتابي.
وشرع أساتذة من مجتازي الاختبار الكتابي في مباراة ولوج مركز تكوين مفتشي التعليم في إعداد طعون في نتائج المباراة، يعتزمون توجيهها إلى مدير المركز، وإلى وزير التربية الوطنية، تضمن إحاطة بـ”الاختلالات” التي شابت المباراة، ومطلبا بإعادة تصحيح أوراق الاختبار الكتابي، وإعلان النتائج بشكل علني.
ودعت “التنسيقية الوطنية للأساتذة المتضررين من مباراة التفتيش” إلى اعتصام أمام مركز تكوين مفتشي التعليم بالرباط ابتداء من اليوم الإثنين وإلى غاية يوم الأربعاء، “من أجل إلغاء الامتحان الكتابي لمباراة التفتيش وإعادة تصحيح أوراق المترشحين بما يضمن تكافؤ الفرص”.