تعيش الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، خصوصا على مستوى قطاع الصحة، على وقع نزيف كبير، خصوصا بعد تسجيل انسحابات بالجملة، والالتحاق بالاتحاد المغربي للشغل، النقابة الأكثر تمثيلية.

وعرفت الأيام الأخيرة انسحاب العديد من النقابيين من “نقابة عبد القادر الزاير”، و”الهروب” صوب الاتحاد المغربي للشغل، وهو ما يشكل ضربة للكونفدرالية، ويمهد لانسحابات عديدة في الأيام المقبلة ومن قطاعات عدة.

وحسب المعطيات التي حصلت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية فإن الذراع الصحي لنقابة الميلودي موخاريق تمكن في الأسابيع الماضية من استقطاب مكاتب إقليمية ومحلية بالجملة من النقابة المذكورة.

وتشير المعطيات نفسها إلى كون المكاتب التابعة للكونفدرالية بكل من سلا، بنحمد، سطات، اليوسفية، تاوريرت، الناظور، العروي، كرسيف، بركان، جرادة، أسفي، تمارة، الرباط، التحقت بشكل رسمي بالاتحاد المغربي للشغل، وعملت على تأسيس مكاتبها الإقليمية التابعة للجامعة الوطنية للصحة، والانخراط في المكاتب الموجودة.

وأكد رحال لحسيني، نائب الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للصحة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الالتحاقات التي تمت بالاتحاد المغربي للشغل “هي نتيجة عمل متواصل على مستوى الجامعة الوطنية للصحة، التي جعلت رجال ونساء القطاع بالمملكة يعتبرون إطارهم ميلادا لبناء الوحدة النقابية”.

وشدد المتحدث نفسه على كون الالتحاقات الحالية والقادمة “تعبيرا عن رغبة مسؤولين نقابيين في إطارات أخرى في العمل داخل هذا الإطار، لما راكمه في الميدان”، لافتا إلى أن الجامعة تعرف “هامشا كبيرا من النضال بشكل مستقل”.

ونفى الحسيني أن تكون نقابة الاتحاد عمدت إلى استقطاب “مناضلي الكونفدرالية الديمقراطية للشغل”، مشيرا إلى أن هذه الالتحاقات جاءت بشكل تلقائي، عكس ما تم مع العديد من مناضلي الاتحاد، حسب تصريحه دائما.

وأوضح عبد القادر حليوط، النقابي القادم من الكونفدرالية صوب الاتحاد المغربي للشغل، أن أسبابا عدة تمتد لسنوات كانت وراء التحاقه بهذه النقابة، لافتا أن اختياره الجامعة الوطنية للصحة دون غيرها يرجع بالأساس إلى كون “نقابة موخاريق” ليست ملحقة لحزب معين، ما يجعل هامش الحرية فيها أكبر، عكس النقابات التي تكون أذرعا للأحزاب السياسية.

ولا تقتصر هذه الالتحاقات على القادمين من الكونفدرالية، بل إن مجموعة من النقابيين التابعين للمنظمة الديمقراطية للشغل التحقوا مؤخرا بنقابة موخاريق، خصوصا على مستوى خريبكة، طانطان، سيدي بنور؛ فيما يرتقب أن تلتحق مكاتب أخرى قريبا، وفق ما أكدته مصادر الجريدة.

hespress.com