بين أروقة حضانة روض الأطفال للقوّات المسلحة الملكية الكائنة وسط الرّباط، لا تدخّر الرائد زينب فوتيح، أيّ جهد للقيام بمهامها بالشّكل المطلوب، حيث تستقبل المؤسسة التي تديرها يوميا، عشرات أطفال العسكريين من ضباط وضباط الصّف والجنود، هي مثال بارز على نجاح المرأة العسكرية المغربية خصوصا في الميدان الاجتماعي، الذي يتطلّب تقنيات ومهارات في الإدارة والتنظيم.

بحيويتها ونشاطها المعهود داخل المؤسسة التّربوية، تنتقل الرّائد زينب فوتيح، مديرة حضانة روض الأطفال للقوات المسلحة الملكية، التي تم تدشينها من طرف الأميرة لالة مريم رئيسة المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية سنة 1994، من أجل استقبال أطفال العسكريين ضباط وضباط الصف والجنود، وكذا أبناء المدنيين التابعين لإدارة الدفاع الوطني الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 أشهر و5 سنوات.

وتقول المسؤولة العسكرية في تصريح لجريدة هسبريس الالكترونية إن “المؤسسة تتوفر على طاقم عسكري وتربوي كفؤ في مجال التربية والتكوين حيث أنهن لا يدخرن أي جهد للقيام بالمهام المطلوبة على أكمل وجه”.

وعن مسارها المهني والأكاديمي تشير الكوموندو فوتيح “بعد تخرجي من مركز تدريب للمصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية 1998، تقلدت عدة مناصب، بينما عملي بمندوبية مصالح الأعمال الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية بالرباط أتاح لي الفرصة لملامسة العمل الاجتماعي عن قرب وكذا مشاركتي ضمن التجريدة المغربية بكوسوفو تحت إشراف منظمة حلف الأطلسي”.

وقد تلقّت الكوموندو فوتيح تكوينات في مجال “التوحد” وهو الأمر الذي ساعدها في مجال عملها، كما تؤكّد في تصريحات لـ “هسبريس”، وتشير المسؤولة ذاتها “التوفيق بين العمل والبيت ليس بالشّيء السّهل وليس بالصعب لكن التسلح بالعزيمة والتنظيم والإرادة يمكننا من تجاوز كل صعوبات الحياة”، مبرزة أن “نجاح هذه المؤسسة الاجتماعية الرائدة راجع بالأساس إلى الرعاية التي يوليها الملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة والرئاسة الفعلية للأميرة لالة مريم رئيسة المصالح الاجتماعية.

ودائما في إطار العمل الاجتماعي العسكري، وداخل المديرية العامة للمصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية بالرباط، تواظب اليوتنان كولونيل إكرام حبيبي، رئيس قسم تدبير الإرساليات والوثائق بمديرية العامة للمصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية، على تتبّع سير العمليات داخل المؤسّسة، حيث تؤكّد أن “كأي امرأة عاملة في أي قطاع أقوم بالتوفيق بين عملي المهني وحياتي الشخصية، من خلال تنظيم جدول الزمني والمهني، كما أن الوسط العائلي ساعدتني في تكويني المستمر وأداء مهامي على أحسن وجه.

وعن مسارها المهني تحكي المسؤولة العسكرية في تصريح لجريدة هسبريس “مساري المهني بدأ بنيلي شهادة الباكلوريا عام 1994 ثم بعد ذلك، التحقت بمركز تدريب المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية بالرباط، وبعد سنوات التّكوين، كانت أول محطة مهنية، داخل مندوبية المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية، بالحامية العسكرية وجدة”.

وتسترسل المتحدثة ذاتها “من المحطات الأساسية لمساري المهني، أنني شاركت في أواخر عام 2000، ضمن التجريدة العسكرية المغربية في إطار عملية كفور تحت قيادة الحلف الأطلسي بالكوسوفو”، وتؤكّد “المرأة المغربية العسكرية لها تاريخ في هذا المجال حيث أنها شاركت في عمليات إعادة الأمل للشعب الصومالي خلال عام 1993، وهي حاضرة بقوة ضمن التجريدات المغربية الموجودة في كونغو الديمقراطية وأفريقيا الوسطى. كما أن الجندية العسكرية المغربية التابعة للمصالح الاجتماعية موجودة بجنوب السّودان.

كما حصلت الكولونيل حبيبي على شهادة أركان الحرب بالكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا بالقنيطرة، وتضيف “أعتم الفرصة لتهنئة المرأة المغربية العسكرية والمدنية بيومها العالمي داعية لها بمزيد من التألق والنجاح تحت القيادة الملكية وتحت شعارنا السامي الله الوطن الملك”.

[embedded content]

hespress.com