بعد تسجيل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) الكسكس ضمن قائمتها للتراث العالمي غير المادي باسم أربع دول مغاربية، هي المغرب والجزائر وموريتانيا وتونس، أطلق نشطاء مغاربة عريضة بهدف صيانة التراث المغربي.

وأكد أصحاب العريضة الإلكترونية، التي تروم جمع 1500 توقيع، وجرى توقيعها إلى حدود الساعة من طرف 1213 شخصا، أنهم يرفضون “توزيع” الكسكس المغربي على بلدان شمال إفريقيا، وهو ما عبروا عنه بعبارة: “لا للتعميم الأحمق لثقافة شمال إفريقيا. نعم لتعزيز الثقافة المغربية على المستوى الدولي!”.

وكانت الدول المغاربية المذكورة تقدمت بطلب مشترك لتسجيل الكسكس ضمن التراث العالمي لـ”اليونسكو”، وهو ما استجابت له الأخيرة يوم 16 دجنبر الماضي، ليصير الطبق الشهير الذي لا تخلو منه أغلب الموائد المغربية في وجبة غذاء يوم الجمعة حاملا “الجنسية” المغاربية وليس المغربية كما كان يتمنى المغاربة.

واعتبرت العريضة الموسومة بشعار “#لنحمي_التراث_المغربي” أن الترشح المشترك بين الدول المغاربية الأربع “يشوّه ثراء فن الطهي لدينا”، مشيرة إلى أن الخصوصية المغربية للكسكس، وكذلك الأصناف الإقليمية لهذا الطبق التقليدي، “تستحق التسجيل الفردي لدى اليونسكو”.

وشمل إدراج الكسكس في قائمة التراث العالمي لـ”اليونسكو” المهارات والخبرة والممارسات المتعلقة بإنتاجه وتحضيره، من لحظة زراعة الحبوب إلى طحنها وطهيها، وكذلك الممارسات المتعلقة بظروف تصنيعه واستهلاكه في مجتمعات الدول المغاربية الأربع.

وعبر الموقعون على العريضة عن معارضتهم ما أسموه “تقاسم تراث المغرب مع المنطقة المغاربية”، منبهين إلى أن “هذا الإهمال يفتح الباب أمام الاستيلاء الثقافي للدول المجاورة، ويضعف التراث الحضاري المغربي”.

ودعا النشطاء أنفسهم وزارة الثقافة إلى “مزيد من الانخراط في حماية تراثنا، وهو جزء لا يتجزأ من الهوية المغربية”، معتبرين أن “الثقافة المغربية تتعرض للخطر على الساحة الدولية”، وأنهم “مستعدون لدعم المبادرات المستقبلية للوزارة إذا تم الدفاع عن تراثنا وتقييمه”.

وتهدف العريضة، كما يقول أصحابها، بشكل أوسع إلى حماية وتعزيز التراث المغربي ككل، من عمارة وحرف يدوية وتطريز وفن الطهي والأحداث والأغاني والرقصات، معتبرة أن هذه المكونات كلها من التراث الثقافي المغربي، “الذي يتعين الحفاظ عليه في اليونسكو نيابة عن المغرب”.

hespress.com