تواصل الشغيلة التعليمية مسلسل التصعيد الميداني ضد وزارة التربية الوطنية، بسبب ما تصفه بـ”الارتباك” الذي وسَم الدخول المدرسي الحالي؛ وهو ما دفع التنسيق النقابي الثنائي للنقابة الوطنية للتعليم والجامعة الوطنية للتعليم FNE إلى تنظيم وقفات احتجاجية في الخامس من أكتوبر الجاري.

ويخوض التنسيق النقابي سالف الذكر، وفق بيان توصلت هسبريس بنسخة منه، وقفات تصعيدية أمام المديريات والأكاديميات، وكذلك في المؤسسات التعليمية أثناء فترة الاستراحة، من أجل مطالبة الوزير الوصي على القطاع بـ”تحمل مسؤوليته السياسية تجاه الوضع الكارثي الذي يعيشه المدرس(ة) على جميع المستويات، وضرورة التعاطي الجدي مع الملفات المطلبية العامة والفئوية في شموليتها، والتي لا تزال تراوح مكانها”.

وتأتي الخطوة التصعيدية بالتزامن مع اليوم العالمي للمدرس، الذي يصادف الخامس من شهر أكتوبر من كل سنة، حيث ينتقد البيان ما أسماه بـ “التدمير الممنهج” من طرف الدولة لقطاع التعليم العمومي، مرجعاً ذلك إلى “أولويات الرأسمال العالمي وامتداده محليا، إذ ارتفع منسوب تسليع الخدمات العمومية عامة، والخدمة التعليمية خاصة”.

وأردف التنسيق النقابي: “تراجعت مخرجات التعليم العمومي على مستوى المردودية الداخلية والخارجية، أسوة بالوضعية المهنية والاجتماعية للأطر الإدارية والتربوية، مقابل رهانات الدولة في مخططاتها الإستراتيجية على تعزيز دور القطاع الخاص، الذي أبان عن محدودية قدراته التربوية والاجتماعية خلال هذه الجائحة”.

واستنكر المصدر عينه “المقاربة الإقصائية للوزارة الوصية تجاه الحركة النقابية التعليمية والاستفراد بالشأن التعليمي”، مؤكدا “رفضه المطلق استغلال الوزارة لجائحة كورونا للإجهاز على حقوق ومكتسبات واستحقاقات نساء ورجال التعليم وكل العاملين به”.

في مقابل ذلك، دعا التنسيق النقابي “كل العاملات والعاملين بالقطاع إلى تعزيز الوعي الفردي والجمعي بتحديات مهنة التدريس، في ظل التوجهات الرأسمالية المعادية للتعليم العمومي والمنتصرة لمنطق السوق والتسليع”، معتبراً “المدرس والمُدرسة محور العملية التعلمية، على الرغم من اجتياح الرقمنة لمجال التربية والتعليم؛ ما يفرض ترقية سلطته المهنية والاجتماعية، بما يتناسب ورهانات بناء تعليم عمومي عصري مجاني وموحد”.

وتابع البيان موضحاً: “أبانت جائحة كورونا عن الدور الطليعي لنساء ورجال التعليم، وكل العاملين بالمنظومة، وتضحياتهم العظيمة، باعتبارهم الركن الأساسي في العملية التعليمية التربوية ونهضة وتقدم أي مجتمع، حيث برهنت مواجهة “كوفيد-19″ منذ مارس 2020 وجودهم المركزي في الصفوف الأمامية”.

وأشار كذلك إلى أن الأساتذة ما زالوا “مسلحين بالتضحية من أجل تعليم وتربية ناشئة بلدنا، على الرغم من الظروف الصعبة التي تؤطر أنشطتهم المهنية في الأقسام، وكل المرافق الإدارية في البوادي والمدن، ناهيك عن غياب العديد من شروط الصحة والسلامة، وضعف البنيات التحتية والتجهيزات الضرورية لأغلب المؤسسات التعليمية”.

hespress.com