طابور طويل متراص ومسافة أمان؛ هكذا بدا المشهد مساء أمس الأربعاء أمام محلات بيع المشروبات الروحية، فـ”الربعين”، ومعها قدسية شهر الصيام، قد انتهت لتفسح المجال أمام عودة عدد من المغاربة إلى طقوسهم العادية.

ومنذ الواحدة زوالا، اكتظت جنبات المحلات بالزبناء الراغبين في اقتناء مشروباتهم بحي حسان والرياض والمحيط، في العاصمة الرباط، بعد إغلاقها طوال شهر رمضان، مع توقف نشاط بعض “الكرابة” (بائعون سريون للخمر)، حسب ما ذكرته شهادات لهسبريس.

وفي حي الرياض، عاينت هسبريس اكتظاظا كبيرا على مركز تجاري عقب فتح أبواب الجناح المخصص لبيع الخمور، وهو ما جعل العديدين يتخلون عن فكرة “اليوم الأول”، أو يتوجهون نحو محل آخر أقل ازدحاما من أجل التبضع.

وعرفت جميع المحلات إجراءات وقاية صارمة، وفق ما تابعته هسبريس، حيث أشرف رجال الأمن الخاص على عملية تعقيم اليدين والأحذية قبل الدخول إلى المحلات، كما يشددون على ارتداء الكمامة ويرفضون دخول من لا يرتدونها للتبضع.

وعلى مستوى حي حسان، شهد مركز تجاري ازدحاما كبيرا، اضطر المحل لتوفير خمسة من رجال الأمن الخاص من أجل تدبير الأمر، وهو ما تأتى لهم رغم بعض التجاوزات التي سرعان ما يعتذر عنها أصحابها، بعد تهديدات بعدم السماح لهم باقتناء ما يريدون.

وفي حديث لهسبريس، قال أحد رجال الأمن الخاص بحسان إن الأيام الأولى بعد شهر رمضان تكون صعبة بالنسبة لأطباء السكري ومحلات بيع الخمور أيضا، حيث يقبل الناس بكثافة، لكن الوضع هذه السنة مختلف تماما بسبب تفشي جائحة كورونا.

بدورها لم تخل محلات حي المحيط من الازدحام في اليوم الأول، حسب شهادات استقتها هسبريس؛ فقد أجمع شبان كثر على ضرورة انتظار الدور من أجل اقتناء المشروبات الكحولية، خصوصا وأن غالبية المسلمين الراغبين فيها يقبلون عليها للمرة الأولى بعد انقطاع دام 70 يوما تقريبا.

هذا الرأي لا يتحمس له البعض الآخر ممن تحدثت إليهم هسبريس؛ فقد أبدى شبان استغرابهم من الإيمان بقضية “الربعين” أو الامتناع عن استهلاك هذه المشروبات في رمضان، موردين أنهم اقتنوا ما يلزمهم للاستهلاك نهاية كل أسبوع من هذا الشهر.

بدورهم عاد “الكرابة” إلى ديناميتهم بعد انقضاء شهر رمضان، وفق ما تابعته هسبريس، حيث توقف الأمر بشكل ذاتي تلقائي استحضارا لشهر رمضان رغم توفرهم على مخزون من هذه المشروبات.

وباشر العديد من “الكرابة” ترويج هذا النوع من المشروبات منذ ليلة الأربعاء، وفق اتصالات عاينتها هسبريس بسلا والرباط، وهو ما غاب طوال شهر رمضان، حيث يتصل الزبناء دون الحصول على مرادهم، بسبب “توقير” هذا الشهر، يقول أغلب من استمعت إليهم هسبريس.

hespress.com