خيمت مآسي الهجرة غير النظامية التي شهدتها مدينة سبتة المحتلة على جلسة الأسئلة الأسبوعية بمجلس النواب اليوم الاثنين، إذ حمل برلمانيون الحكومة مسؤولية ركوب شباب وأطفال ونساء “قوارب الموت” بحثا عن فرص شغل.
واعتبر نواب أن حكومة العثماني “لا تخشى غرق وموت الشباب المغربي”، وأكدوا أنه من “المخزي والعار أن نرى مشاهد لأمهات أمام البحر ينتظرن أن يلفظ البحر جثث أبنائهم”.
“نواب الأمة” أعلنوا “فشل” السياسة الحكومية في قطاع التشغيل؛ وهو ما دفع، بحسبهم، الكثير من الشباب في المناطق الحدودية وقبلهم في مدينة الحسيمة إلى اختيار الموت “والحريك” من أجل ضمان لقمة العيش.
وجاء في تدخل لنائبة برلمانية عن حزب الاستقلال أن “الحكومة لا تخشى غرق الشباب ولا تخشى موتهم”؛ فيما اعتبر محمد أمكراز، وزير الشغل والإدماج المهني، أن هذا الخطاب تحكمه خلفية انتخابية مع اقتراب الاستحقاقات المقبلة.
ورفض أمكراز اتهامات المعارضة، وقال إن هذا الكلام “يسود كل شيء وكأننا نعيش في بلاد لا نعرفها”، وزاد قائلا: “عندما أسمع هذا الكلام يمكن كنتصور راسي في بلاد أخرى غير المغرب”.
ويرى المسؤول الحكومي، في جوابه عن سؤال حول “أي إستراتيجية للتشغيل كبديل لموضوع الهجرة السرية للشباب المغربي عبر قوارب الموت” تقدم به الفريق الاستقلالي، أن “الهجرة السرية لا تتعلق فقط بشباب في سن الشغل؛ بل يوجد ضمنهم أطفال في سن التمدرس… وبالتالي، فإن الأمر لا يتعلق بفشل إستراتيجية التشغيل”.
وتابع وزير الشغل والإدماج المهني أن “النتائج التي نحصل عليها اليوم هي نتاج سنوات سابقة لمن دبروا التشغيل وكانوا مسؤولين عن مآس” في هذا القطاع، في إشارته إلى “فضيحة النجاة” التي طوقت عنق حكومة عباس الفاسي.
وأبرز أمكراز أن موجات الهجرة تراجعت في السنوات الأخيرة، “كنا نشاهد يوميا الحريك؛ لكن اليوم انخفض ذلك، وهذا يؤكد تحسن أوضاع التدريس والكليات والجامعات والمعاهد وسوق الشغل وظروف الشغل داخل فضاءات العمل أيضا”.
وأردف الوزير، في تعقيبه على انتقادات “نواب الأمة”، أن “الهجرة السرية تتعلق كذلك بحسابات العصابات الإجرامية، التي تتاجر في هموم الشباب وتجني من ورائها أرباحا”.