أثار تدفق الأطفال المغاربة على ثغر سبتة المحتل استياء الفعاليات النشطة في مجال حماية الطفولة، حيث انتقدت عدم تفاعل السلطات الحكومية المعنية مع “الهجرة الجماعية” لهذه الشريحة المجتمعية التي تواجه الكثير من المشاكل القانونية والاجتماعية بمراكز إيواء الأطفال القاصرين في مدينتي مليلية وسبتة المحتلتين.

واستغلت الصحافة الإسبانية معطى “هروب” الأطفال المغاربة إلى مدينة سبتة من أجل “تشويه” السمعة الخارجية للمملكة؛ الأمر الذي تداولته كبريات الصحف الدولية على نطاق واسع، خلال اليومين الماضيين، حيث ركزت على ضعف السياسات الاجتماعية للمغرب في مجال حماية الطفولة والشباب.

ويشتكي الأطفال المغاربة من حوادث التعنيف التي يتعرضون لها من لدن عناصر الشرطة الإسبانية، إلى جانب الانتهاكات التي تطالهم بمراكز إيواء القاصرين؛ وهو ما فجّرته قضية مقتل الشاب إلياس الطاهري، الذي عُرف بـ”جورج فلويد المغربي”، من طرف حراس الأمن في مدينة ألميريا.

وفي هذا الصدد، قال مصطفى تاج، الكاتب الوطني للشبيبة المدرسية التابعة لحزب الاستقلال، إن “الأمر مؤسف؛ لأنه يرتبط بسياق التوترات الدبلوماسية التي نشبت بين إسبانيا والمغرب، إثر احتضان مدريد زعيم ما يسمى جبهة “البوليساريو”.

وأضاف تاج، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه “لا ينبغي توريط الأطفال والشباب المغاربة في هذه العملية؛ لأن المكان الطبيعي للقاصرين هو حضن الدولة ومقاعد الدراسة”، ثم أردف بأن “مشاهد تزاحم الأطفال أمام المعبر الحدودي لسبتة يشكل فضيحة إنسانية وأخلاقية ورمزية”.

وأوضح المتحدث أن “عبور الأطفال المغاربة للبوابة الحدودية يمسّ بصورة المملكة أمام العالم، لا سيما أن إسبانيا تحاول ترويج تلك الأشرطة والصور على نطاق واسع؛ كما تستغله العناصر الانفصالية من أجل الإساءة إلى المغرب، بدعوى أنه لا يحتضن أبناءه”.

ولفت المصدر عينه إلى أن “الحكومة استهترت بأرواح الآلاف من الأطفال المغاربة الذين ينشدون بلوغ الضفة الأوروبية، خاصة في ظل الضائقة الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها المغرب في ظل حالة الطوارئ الصحية”، ليخلص إلى أن “مشاهد هروب الأطفال والقاصرين من البلد غير عادية بالمطلق”.

hespress.com