قال الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، إن فيروس كورونا المستجد عرف عدة تحولات منذ ظهوره قبل سنة، مشيرا إلى أن خبراء الفيروسات يؤكدون أن هذا الفيروس هو من النوع المستقر نوعا ما مقارنة مثلا مع فيروس الأنفلونزا الموسمية الذي يعرف تحولات أكبر وأكثر من كورونا المستجد.

وتابع حمضي ضمن مقال له بأنه حينما يتعلق الأمر بفيروس وراء جائحة عالمية يكون هناك تتبع دقيق لأي تحول مهما كان صغيرا فيه، مردفا: “إذا وقع تحول كبير في الفيروس فقد يكون له تأثير على مسار الجائحة برمتها”.

أما عن خصائص كوفيد مع طفرته الجديدة فقال حمضي إنها “سلالة تنتشر بسرعة أكبر من السلالة التي كانت سائدة”، مضيفا: “يقول الخبراء حسب الملاحظات والأرقام الأولية إن السلالة الجديدة أكثر سرعة في الانتشار بنسبة تصل إلى 70 بالمائة من السلالة قبلها، وهذا يطرح مشكلا كبيرا في المجهودات التي تهدف إلى محاصرة الفيروس والمرض، سواء على المستوى المحلي والوطني أو الدولي”.

وأشار الباحث ذاته إلى أن “الخبراء يقولون إنه ليست هناك أي خطورة إضافية أو درجة فتك أكثر أو نسبة إماتة أكثر مع السلالة الجديدة، وهو أمر مطمئن”، وزاد: “الإصابة كذلك بهذه السلالة يمكن تشخيصها وتتبعها بنفس الطرق والوسائل المعروفة إلى حد الساعة، وليست هناك أي حاجة إلى ابتداع واكتشاف وسائل جديدة للكشف والتشخيص”.

ولفت حمضي أيضا إلى أن اللقاحات المكتشفة حاليا تبقى صالحة مع السلالة الجديدة، قائلا: “الخبراء الأوروبيون كانوا يتحدثون عن لقاح فايزر الذي اعتمدوه كأول لقاح سيستعملونه، ولكن يمكن بشكل عام من الناحية العلمية القول إن اللقاحات المتوفرة حاليا ستبقى فعالة ضد السلالة الجديدة، لأن المختبرات عموما حين تقوم بابتكار لقاح منذ البداية يركز الخبراء على أجزاء الفيروس الأقل عرضة للتغيرات، دون أي ضمانات 100 بالمائة طبعا”.

وأبرز الطبيب المختص أن “السلالة الجديدة ليست أكثر خطورة من السلالة المعروفة ولا أكثر فتكا، ولكنها أكثر سرعة في الانتشار من السلالة السائدة إلى حد اليوم”، مفيدا بأن الأمر يطرح مشكلتين على الأقل.

وختم المختص ذاته: “مع تزايد سرعة انتشار الفيروس سيكون علينا أن نضاعف المجهودات أكثر فأكثر من أجل احتواء الوباء.. يجب تشديد الإجراءات، سواء الحاجزية أو الترابية، داخل المدن وبينها وبين الدول، حتى لا تنتشر هذه السلالة أكثر، وحتى لا يتفشى الوباء أكثر”.

hespress.com