أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عن نية وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي تغيير مناهج دراسية لتشمل التراث والتاريخ اليهودي، وأكدت مصادر من الوزارة ذاتها أن هذه التغييرات التي انطلقت منذ سنوات لا علاقة لها بما يحدث اليوم، مؤكدة استمرار التغيير مستقبلا.
وفي هذا الإطار، أكد فؤاد شفيقي، مدير البرامج المدرسية بوزارة التربية الوطنية، أن تغيير المناهج المدرسية وتناولها لمواضيع تهم اليهود المغاربة وتاريخهم وثقافتهم لا علاقة له بما يحدث من إعادة للعلاقات الدبلوماسية مع دولة إسرائيل، مبرزا أن مراجعة المناهج انطلقت قبل سنوات، وتضمنت مقررات المستوى الابتدائي شتنبر الماضي مواضيع عن اليهودية، متوقعا أن تكون هناك تغييرات في مقررات المستويات الأخرى خلال السنوات المقبلة، تماشيا مع دستور 2011 الذي يتحدث عن هوية متعددة الروافد سواء الأمازيغية أو الحسانية وحتى العبرانية.
وأفاد شفيقي، في حديثه مع هسبريس، بأن المقررات التعليمية التي تتحدث عن الثقافة اليهودية تعود إلى شهر شتنبر الماضي وتم اعتماد مقررات مادة الاجتماعيات التي تتضمن دروسا عن اليهود المغاربة، وأنه لا علاقة لهذه المقررات بما يحدث من تغييرات في العلاقات الدولية اليوم.
وقال مدير البرامج المدرسية بوزارة التربية الوطنية إن بداية مراجعة المناهج التربوية انطلقت مقررات المستوى الابتدائي سنة 2014، وأن التساؤل الذي يجب أن يطرح اليوم في ظل التغييرات الحاصلة هو “هل سنتحدث عن دولة إسرائيل ضمن المقررات الدراسية، وليس اليهودية التي تعد من الروافد الثقافية للمغرب”.
وأجاب شفيقي عن تساؤله قائلا: “إن الحديث عن دولة إسرائيل تتحكم فيه اليات التطبيع واختيارات الدولة لنوع العلاقات التي تربطها بها”، مؤكدا: “لا نتحدث عن جميع الدول ضمن المقررات الدراسية؛ بل نقوم بتقديم نماذج فقط وليس الحديث عن كل دولة على حدة، كما أن البرامج لا تحضر فيها كل الدول بنفس الشكل”.
وحسب وثيقة حصلت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية، فإن الثقافة اليهودية مذكورة ضمن مقاطع تعليمية تناولت المكون اليهودي في تاريخ المغرب.
وتناول كتاب “المسار في الاجتماعيات” للمستوى السادس ابتدائي المكون اليهودي في تاريخ وحضارة المغرب الموسومة بالغنى والتعدد وانصهار روافدها الثقافية عبر مختلف الحقب والعصور.
يذكر أنه جرى، بداية السنة، اعتماد درس خاص، في مقرّر “الجديد في الاجتماعيّات” الموجّه إلى تلاميذ الصف السادس من التعليم الابتدائيّ، بعنوان ”المغرب في عهد العَلويّين” تناول عهد السلطان محمّد بن عبد الله، مؤسِّس مدينة الصّويرة.
الكتاب المدرسيّ، الذي اطلعت عليه هسبريس، يستشهد بالدّستور المغربيّ الذي ينص على أنّ المكوِّنَ العِبريّ يُعتَبَر أحد روافد الهويّة الوطنيّة، ويعرّف بعد ذلك بـ”بيت الذّاكرة”، الذي دشّنه الملك محمد السادس في شهر يناير 2020، قائلا إنّه: “فضاءٌ تاريخيّ، وثقافيّ، وروحيّ لحفظ الذّاكرة اليهوديّة المغربيّة وتثمينِها”.
وتوالت التّشجيعات على هذه الخطوة المغربيّة، حيث قالت جمعية ميمونة المهتمّة بالتراث اليهودي المغربي إنّ “تدريس تاريخ اليهود في المغرب كان حلم الراحل شمعون ليفي، وأندري أزولاي، والمتحف اليهودي المغربي بالدار البيضاء، وجميع أعضاء جمعية ميمونة… وتحقّق هذا الحلم”.
وأشادت “اللجنة اليهوديّة الأمريكيّة” بالمغربِ لكونه “الدولة الأولى في العالَم العربيّ التي جعلت ماضيها اليهوديّ جزءا من المناهج الدّراسيّة”.