كشفت مصادر لهسبريس عن أسباب عدم تسلم المغرب، أمس السبت، للشحنة الأولى من اللقاحات، التي كانت ستنطلق رحلتها من الهند نحو الدار البيضاء، ضمن اتفاق بين المملكة المغربية و”أسترازينيكا” البريطانية.
وقالت مصادر هسبريس إن المغرب كان يتنظر هذه الشحنة القادمة من الهند مركز إنتاجها، ففوجئ في آخر لحظة بعدم جاهزية الشحنة من المورد الرئيسي، مشيرة إلى أن هذا الأمر حصل أكثر من مرة مع “سينوفارم” الصينية.
وأكدت المعطيات التي توصلت بها الجريدة من مصادرها أن هذا الأمر أصبح عاديا منذ انتشار جائحة “كورونا”، سواء مع المعدات التي تهم الوباء أو الأجهزة، مشيرة إلى أن “هذا الأمر لم تعد تحدده المساطر التجارية التي كان معمولا بها في السابق”.
ورجحت المصادر ذاتها أن عدم تسلم المغرب اللقاح البريطاني الذي ينتج في الهند يرجع إلى كون هذه الأخيرة أعلنت عن أكبر عملية تطعيم في العالم تصل إلى 300 مليون شخص، مضيفة أن “من أسباب عدم تسلم الشحنة الأولى من اللقاح هي الحاجة الكبيرة للقاح في الهند”.
وفيما بدأت، أمس السبت، في الهند إحدى أكبر حملات التلقيح في العالم لمكافحة “كوفيد-19″، وتشمل تطعيم 300 مليون شخص بحلول يوليوز المقبل، يهدد تأخر تسليم الجرعات في إبطاء هذه المهمة في أوروبا أكثر مناطق العالم تضررا من الجائحة.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن منظمة الصحة العالمية دعوتها إلى بدء التلقيح في كل الدول “في الأيام المائة المقبلة” لمواجهة الوباء الذي أسفر عن أكثر من مليوني وفاة في العالم.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، خلال مؤتمر صحافي بجنيف، “أريد أن أرى حملات التلقيح وقد بدأت في كل دولة في غضون الأيام المائة المقبلة”، في حين لم تنطلق الحملات حتى الآن سوى في الدول الثرية بشكل شبه حصري.
وفي هذا الصدد توقعت مصادر هسبريس أن يتوصل المغرب بأولى شحنة خلال الأسبوع المقبل، حيث قالت: “بعد هذا التأجيل الذي تتدخل فيه العديد من العوامل، نتوقع أن نتوصل بالشحنة الأولى، التي تحمل مليون جرعة خلال الأيام المقبلة”، مشيرة إلى أن المغرب مستعد اليوم لإعطاء انطلاقة هذه العملية.
ويرتقب أن يدشن المغرب عملية التلقيح الواسعة استجابة لتعليمات الملك محمد السادس، الذي طالب بأن تكون العملية مجانية للمغاربة بهدف تأمين تغطيتهم بلقاح كوسيلة ملائمة للتحصين ضد فيروس “كورونا” من أجل التحكم في انتشاره.
وسبق لوزير الصحة، خالد آيت الطالب، أن كشف عن اقتناء المغرب حوالي 65 مليون جرعة من اللقاحيْن المضاديْن لفيروس “كورونا”، ضمن الحملة الوطنية للتلقيح واسعة النطاق وغير المسبوقة، التي أعلن عنها الملك محمد السادس.
وأعلن آيت الطالب أن عملية التلقيح ستشمل 25 مليون مواطن مغربي، مشيرا إلى الاستعدادات الجارية لانطلاق الحملة الوطنية للتلقيح، التي بلغت مراحل جد متقدمة، والتي توجت بإجراء تداريب ميدانية، عمت كل المحطات المعدة لاحتضان عملية تلقيح المواطنين، بهدف تدريب الأطر المعبأة في عملية التلقيح، وتفادي العوائق التي قد تحدث خلال التنزيل الفعلي للبرنامج الوطني للحملة.