وصف الدكتور رشيد آيت عدي، طبيب اختصاصي في جراحة الأسنان وباحث بكلية العلوم بمدينة مراكش، إستراتيجية التطعيم ضد كوفيد -19 في المغرب بالأولى من نوعها في إفريقيا، والتي مكنت من حصد نتائج جيدة في مكافحة الجائحة العالمية.

وأوضح المتحدث أن من بين عوامل نجاح هذه الإستراتيجية التي نهجها المغرب هي الاستباقية في شراء اللقاحات، إذ بادر ت السلطات المغربية إلى التفاوض مبكرا للحصول على جرعات اللقاحات المضادة لكوفيد-19؛ وذلك بالموازاة مع تنفيذ برامج توعية سكانية قوية على مستوى وسائل الإعلام الاجتماعية والقنوات الإذاعية والتلفزيونية، وفي المساجد كذلك.

واستحضر الباحث نفسه ضمن مقال علمي توصلت به جريدة هسبريس إنشاء مراكز وطنية متخصصة في مكافحة فيروس كورونا في كل من المناطق الحضرية والريفية، وتوفير النقل المجاني للمواطنين إلى مراكز التطعيم، خاصة في المناطق الريفية، معتبرا أن هذه الإجراءات تسرد قصة نجاح حملة التلقيح بالمملكة.

وأكد المتحدث ذاته على الخصوصية المغربية في تدبير الحملة الوطنية التي قادها ملك المغرب بصفته القائد السياسي والروحي للأمة، والذي كان أول مغربي يتم تطعيمه، معطيا مثالاً للمواطنة ودفعة قوية لحملة التطعيم.

وقالت الدراسة ذاتها إن المقدم والشيخ، باعتبارهما مسؤولين في وزارة الداخلية في المناطق الحضرية والريفية على التوالي، يتميزان بعلاقات القرب والألفة والثقة مع السكان المغاربة، وساهما بشكل كبير في إقناع السكان بالتطعيم والمشاركة في نقلهم إلى مراكزه.

وأظهرت هذه الدراسة أن المغرب يسير على الطريق الصحيح لتلقيح سكانه والقضاء على الفيروس التاجي، وذلك بفضل الترقب والإدارة العليا والتفاني من العاملين الصحيين وكفاءة المديرين التنفيذيين في وزارتي الصحة والداخلية.

وتقدم الدراسة المملكة المغربية كمثال للدول الأخرى للاستفادة من تجربتها؛ ومع ذلك فإن التطعيم هو عنصر واحد فقط من إستراتيجية شاملة للحد من الجائحة، ويجب أن تكون مصحوبة بإجراءات للحد من انتشار العدوى وإبقائها منخفضة.

وأكد الطبيب الباحث أنه منذ ظهور أول حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد في المغرب، لم تدخر السلطات المغربية أي جهد لحماية صحة المغاربة على حساب اقتصاد البلاد، مستهدفة تطعيم عدة فئات من عامة الشعب فوق سن الستين، والأكثر ضعفا.

واستحضرت الدراسة ذاتها إحصائيات التطعيم الكامل ضد كوفيد -19، إذ بلغت في بداية أبريل 55.51  بالمائة في إسرائيل و22.1٪ في الإمارات العربية المتحدة، و 20.08 بالمائة في تشيلي، و16.77٪ في الولايات المتحدة الأمريكية ، و15.25٪ في صربيا، و15.14٪ في البحرين، و10.21٪ في المغرب، و8.94٪ في المجر، و8.23٪ في تركيا، و7.29٪ في المملكة المتحدة، و3.07٪ في روسيا، و2.39٪ في البرازيل، و1.70٪ في أوروغواي، و0.70٪ في الهند، و0.45٪ في جنوب إفريقيا؛ وهو ما مكن المغرب من أن يكون من بين الدول العشر الأوائل في التلقيح ضد كوفيد 19 على الرغم من نقص الموارد والانتماء إلى البلدان النامية.

hespress.com