منذ الساعات الباكرة، تتوافد الأمهات أمام بوابات المؤسسات التعليمية التي يجتاز فيها التلاميذ امتحانات الباكالوريا، حيث يرابطن أمامها إلى حين خروج أبنائهن من القاعات.

في اليوم الثاني من امتحانات نيل شهادة الباكالوريا برسم الموسم الدراسي 2019-2020، التي يجتازها تلاميذ قطب الآداب والعلوم الإنسانية والتعليم الأصيل، كانت الأمهات حاضرات قبل ساعة من الموعد المحدد للامتحان، حيث حرصن على مرافقة الأبناء في هذا الموعد الحاسم في مسارهم الدراسي.

بجانب الثانوية التأهيلية للرياضيين بعين السبع في الدار البيضاء، كانت أم إحدى التلميذات تجلس القرفصاء على مقربة من البوابة تحت ظل شجرة. كانت عيناها تحدقان إلى باب المؤسسة ترقب التلاميذ وهم يغادرون قاعات الامتحان، وكلها أمل في رؤية ابنتها تغادر.

ظلت هذه الأم، التي حرصت على اتباع التعليمات الصحية من خلال وضع الكمامة والابتعاد عن البقية في إطار التباعد الاجتماعي، تنتظر خروج ابنتها، ومع كل مغادرة لتلميذ للبوابة، تتجه صوبه تسأل عن أجواء الامتحان ومدى سهولة أو صعوبة الأسئلة.

وتحدثت السيدة، المسماة نادية، عن كونها تابعت مع ابنتها تفاصيل استعدادها للامتحان، لذلك أصرت على مرافقتها خلال هذه الأيام للتعبير لها عن وقوف الأسرة بجانبها ودعمها نفسيا لاجتياز هذه المحطة الأساسية في مسارها الدراسي.

وأكدت في حديثها لجريدة هسبريس الإلكترونية أنها قدمت من إحدى التجزئات السكنية بالقرب من محكمة عين السبع، لترافق ابنتها صوب الثانوية لاجتياز هذا الامتحان، لافتة إلى كونها تحرص على تقديم الدعم لها، خصوصا في ظل هذه الظروف.

واعتبرت هذه السيدة أن الامتحان في هذه الظروف العصيبة، المتمثّلة في جائحة كورونا، استثنائي بامتياز، وهو ما يستوجب الوقوف بجانب التلاميذ نظرا للتأثير النفسي للحجر الصحي الذي مروا منه، مؤكدة أن الطوارئ الصحية كانت لها أضرار عديدة على التلاميذ وأسرهم.

من جهتها، أوردت إحدى السيدات في تصريح لهسبريس أن هذه الفترة من الحجر الصحي كانت مرهقة، خصوصا وأن بعض التلاميذ اضطروا لمراجعة الدروس فرادى بعيدا عن المراجعة بشكل جماعي.

ولفتت السيدة إلى أن الوقوف بجانب التلاميذ في هذه الظرفية العصيبة ضروري، لكونهم يعانون نفسيا من تبعات الحجر الصحي، وكذا لكون وباء كورونا ما يزال قائما، وهناك مخاوف من الإصابة به رغم الإجراءات الاحترازية المتبعة من لدن وزارة التربية الوطنية.

ودعت هذه الأم وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي إلى التعامل بشكل سلسل مع أوراق الامتحان، والأخذ بعين الاعتبار الظروف العصيبة التي يجتاز فيها التلاميذ على الصعيد الوطني “باكالوريا زمن كورونا”.

hespress.com