الأحد 24 ماي 2020 – 01:15
رمضان هذا العام كان مغايرا للجميع، لم يكن بنفس النكهة وبنفس الإقبال على العبادة والتعبد وقراءة القرآن، في ظل حجر صحي تسببت فيه جائحة كورونا.
الأئمة وحفظة القرآن عاشوا شهر العبادة بطريقة مغايرة عن الأعوام الماضية. وكان لحفظ القرآن على اللوح داخل المساجد في شهر الصيام طابع خاص، لكن فيروس كوفيد19 أبى إلا أن يحرم الحفاظ من ذلك.
كورونا وحفظ القرآن
على مستوى جماعة الدشرة بإقليم قلعة السراغنة مجموعة من الشباب اختاروا حفظ القران على يد أحد الشيوخ بالدوار، بعضهم توفق في استكمال الحفظ والبعض الآخر في طريقه إلى ذلك.
حسب هؤلاء الشباب، وكذا أئمة المساجد بالمنطقة، فإن حالة الطوارئ الصحية والحجر الصحي المعمول به بسبب جائحة كورونا ساهما بشكل كبير في تغيير طريقة الحفظ بالنسبة لهم بعدما ألفوا الحضور إلى المسجد واستعمال اللوح.
بالنسبة للشاب محمد، الذي تمكن من حفظ القران في ثلاث سنوات، فإن الحجر الصحي غير من طريقة قراءة كتاب الله، إذ صار يستعمل الكتاب بدلا من اللوح، ويعمل على مراجعته بشكل يومي تفاديا لنسيانه.
واعتبر محمد في حديثه لجريدة هسبريس الإلكترونية أن من يحفظ القرآن عبر اللوح في المسجد على يد الفقيه يظل حافظا للكتاب عكس من يحاول الحفظ داخل المنزل في هذه الأيام العصيبة.
وحسب هذا الشاب الذي يتابع دراسته في كلية الشريعة التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش، والذي استطاع حفظ القرآن على يد الشيخ محمد برزوق بمسجد أهل الزاوية بجماعة الدشرة، فإن مرحلة الحجر الصحي وإغلاق المساجد من طرف السلطات المشرفة على الشأن الديني كانت مناسبة لاستغلالها في المراجعة والصلاة داخل المنزل، وهو ما مكنه من عدم نسيان ما حفظه، ذلك أن عدم القرّاءة قد يسهم في نسيان بعض السور.
اشتياق للمساجد وحفظ القرآن
لا يختلف الأمر بين الشباب الحافظ للقرآن وبين مشايخهم وأئمة المساجد بهذه الجماعة القروية بإقليم قلعة السراغنة، الذين عبروا بدورهم عن تأثرهم بالالتزام بالتعليمات الصادرة عن السلطات واحترام حالة الطوارئ الصحية.
بالنسبة لإمام مسجد دوار حانوا بجماعة الدشرة فإن شهر رمضان في زمن كورونا ليس مثل سابقيه من الأعوام الماضية، إذ قال: “هذا الشهر ليس مثل الأيام الماضية، كان قاسيا بالنسبة لنا كأئمة، إذ كنّا نقرأ ‘حزبا’ من القرآن في تراويح العشاء وآخر في الفجر، ولكن هذا العام لم يكن هناك اجتهاد بالنسبة لكثيرين منا”.
وحسب هذا الإمام فإن مرحلة الطوارئ تم الالتزام فيها بالتعليمات الصادرة عن السلطات، فتم الاعتكاف في المنازل والصلاة رفقة الأسرة، مشيرا إلى أنه مع بداية الحجر وتوقف فتح المساجد توقف حفظ القرآن بالنسبة للتلاميذ.
وأوضح المتحدث نفسه أنه كان يقوم بتدريس حوالي ثلاثين تلميذا القرآن وقواعد اللغة والفقه، لكن مع الحجر الصحي لم يعد هؤلاء يحضرون، إذ طلب منهم الالتزام بالتعليمات، مؤكدا أنهم سيعملون على تدارك ما فات بعد انتهاء مرحلة الحجر الصحي وزوال هذا الوباء عن البلاد.
الأمر نفسه يؤكده الفقيه برزوق، الذي تحدث عن التزامه والتزام حفظة القرآن بالحجر الصحي، مشيرا إلى كون هذا التوقف الاضطراري بسبب وباء كورونا لن يكون دائما، وإنما ستعود المساجد وسيتم استئناف النشاط.
وشدد المتحدث نفسه على أن الجميع من مصلين وحفظة التزموا بالتعليمات، فكانت الصلاة تتم بالمنازل، مؤكدا أن الشباب لهم شوق ورغبة في حفظ وقراءة القرآن، وسيتم تدارك الأمر بعد انتهاء الحجر الصحي.
مساعدات للأئمة والأطفال
الأئمة وحفظة القرآن أبت عدد من الفعاليات الجمعوية والمدنية والاقتصادية بالدار البيضاء إلا أن تعبر عن وقوفها إلى جانبهم في هذه المِحنة العصيبة التي تمر منها البلاد بسبب جائحة كورونا، والتي جعلت العديد منهم يعيشون وضعا صعبا.
وأقدم مجموعة من الفاعلين في مجالات عدة بالعاصمة الاقتصادية، في إطار قافلة تضامنية، على توزيع مساعدات غذائية على هذه الفئة من المواطنين، إلى جانب نساء ورجال بالجماعة المذكورة، ممن يعيشون حالة صعبة في ظل هذه الجائحة.
كما كان للأطفال نصيب من المساعدات، إذ قدمت هذه الفعاليات الاقتصادية والجمعوية مجموعة من الألبسة لهم بمناسبة عيد الفطر، تم توزيعها بحضور السلطات المحلية بجماعة الدشرة.