عادت المملكة لإضافة ساعة إلى التوقيت الذي اعتاد عليه المغاربة سنوات طوال، وهو ما يؤثر على صحتهم النفسية والجسدية، حسب ما يؤكده المختصون، بسبب اضطراب الساعة البيولوجية.

عادل الصنهاجي، الأخصائي النفسي، أوضح أن هناك ارتباطا وثيقا بين الاضطرابات النفسية واضطرابات النوم بسبب عدم التكيف مع الساعة الإضافية، خاصة في الأيام الأولى، مما يؤدي إلى اضطرابات النوم نتيجة العبث بما يسمى الساعة البيولوجية.

وأضاف الأخصائي النفسي، في تصريح لهسبريس، أن لكل إنسان ساعته البيولوجية، وظيفتها هي تنظيم أوقات النوم والاستيقاظ، مشيرا إلى أن “لها أهميتها وتتأثر بشكل مباشر بإضافة ساعة أو نقصانها. ويؤثر التغيير بشكل مباشر على الصحة النفسية والجسدية للإنسان”.

وأوضح الصنهاجي أن هناك نظاما طبيعيا للنوم واليقظة يؤثر على نشاط الوظائف العقلية والحركية للإنسان، مشيرا إلى أنه مرتبط بالغدة الصنوبرية، التي تحدد هذه المواعيد من خلال إفراز هرمون الميلاتونين، الذي يزداد في الظلام ويؤدي إلى النوم، فيما يقل بالنهار فتزداد اليقظة.

وقال المتحدث ذاته إن “اختلال هذه الساعة يمكن أن يؤدي إلى اختلال الحالة المزاجية والوظيفية للإنسان، واختلال نظام حياة الكثيرين من الأشخاص، خاصة أن الأمر يتزامن مع نهاية رمضان، الذي يعرف خلاله عدد كبير من الناس اضطرابات في النوم”.

وأوضح الصنهاجي أن هذه الاضطرابات تتسبب في عدة أعراض، من بينها الصداع، وعدم التركيز، وعدم القدرة على أداء الوظائف خلال النهار، والإحساس بالتعب الشديد، والرغبة في النوم طيلة النهار، مؤكدا أنه “إذا استمر الاختلال مدة طويلة يمكن أن يؤدي إلى أضرار على الحالة الجسمانية، ويخلف امراض البدانة والسكري والقلب والأوعية”.

وأفاد الأخصائي النفسي أن الأمر يؤدي إلى التأثير على جودة الحياة، مشيرا إلى أهمية النوم بالليل، خاصة أن العديد من الدراسات تؤكد أن النوم بالليل لا يعوضه النوم بالنهار، خاصة من حيث الجودة. وأضاف أن “النوم ساعة واحدة في الليل لا يعادله النوم ثلاث ساعات بالنهار”.

وقال الصنهاجي إن هناك إيجابيات للساعة الإضافية ترتبط بالاقتصاد الوطني والمخزون الطاقي للبلاد، قبل أن يضيف أن هناك تحديا مزدوجا بين الاستثمار الطاقي والاستثمار في العنصر البشري، مشيرا إلى أن التغيير يكون أقل وطأة في فصل الصيف مقارنة بالشتاء.

hespress.com