أثارت السلالة الجديدة من فيروس “كورونا” المستجد الكثير من التساؤلات لدى المواطنين المغاربة بخصوص مدى نجاعة الكمامات الواقية من العدوى، لاسيما غير الطبية منها، أي تلك المصنوعة في المنازل والمنتجة من القماش، بسبب السرعة الكبيرة لانتشار هذه السلالة التي قد تصل إلى 70 بالمائة.

واستأثر الموضوع باهتمام وسائل الإعلام الفرنسية على نطاق واسع، إذ أوردت صحيفة “لوفيغارو” أن المجلس الأعلى للصحة العامة بفرنسا أوصى بعدم ارتداء أصناف معينة من الكمامات المصنوعة من القماش، بالنظر إلى عدم فعاليتها ضد فيروس “كوفيد-19”.

ولفتت الصحيفة عينها الانتباه إلى أن الكمامات المنتجة في المنازل لا توفر كل الضمانات الصحية اللازمة للوقاية من المرض، مؤكدة أن أقنعة القماش من فئة 1 هي التي تحول دون تسرب الفيروس، فضلا عن ضرورة التخلي عن الأقنعة التقليدية التي يتسرب منها الفيروس إلى الفم والأنف.

من جانبها، أشارت إذاعة “مونت كارلو الدولية” إلى أن استخدام أقنعة “FFP2” التي تنظف ما لا يقل عن 94 بالمائة من الهواء ليس بالضرورة جيدا بالنسبة إلى عموم السكان، وفق تصريحات الرئيس المشترك لمجموعة عمل كوفيد-19 بالمجلس الأعلى للصحة العامة، لأن تلك الأقنعة تتطلب معرفة بكيفية استخدامها كي توضع بشكل جيد، وتتكيف مع مورفولوجيا الوجه، بتعبيره.

وفي هذا الصدد، قال البروفيسور مولاي مصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، إن “التدابير الاحترازية تشمل ارتداء الكمامات، والتباعد الجسدي، وتفادي الاكتظاظ، والإكثار من غسل اليدين”، موردا أن “الفيروس أصبح يعيش معنا على الدوام”.

وأضاف الناجي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هناك أصنافا كثيرة من الكمامات الواقية، منها كمامات عادية وأخرى طبية، وتختلف نجاعتها في الحد من تفشي فيروس كورونا، لكن الأساسي هو ارتداء الكمامة على الأقل، وتغييرها بعد مضي أربع ساعات”.

وأوضح الأستاذ الجامعي أن “السلالة الجديدة لا تختلف عن الفيروس الحالي سوى بسرعة الانتشار الكبيرة التي تصل إلى 70 بالمائة، بينما تتميزان بنفس معدل الإماتة والشراسة أيضا”، ثم زاد: “علينا اتخاذ الإجراءات الاحتياطية أكثر من أي وقت مضى حتى لا يتضرر الاقتصاد الوطني من جديد”.

hespress.com