تسعى السلطات المغربية إلى حصر مناطق زراعة “الكيف” في خمسة أقاليم أساسية، هي وزان، تاونات، شفشاون، الحسيمة وتطوان، بينما تطالب بعض الأقاليم المنتمية ترابيا إلى منطقة “الشّمال” بضمّها هي الأخرى ضمن الاستراتيجية الوطنية لزراعة “الكيف”، وهو الأمر الذي يرفضه نشطاء في منطقة الرّيف لاعتبارات تاريخية واجتماعية.
وفي غمرة الاستعداد للانتخابات المحلية والتشريعية، التي ستقام أواخر هذا العام، انبثق نقاش “تقنين الكيف” بالمغرب وسط آمال عريضة بتمكين المزارعين من آليات تمكنهم من الاستفادة من محصولهم الزّراعي بشكل قانوني، والسّماح باستخدام القنب الهندي في المجال الطّب.
وقال شريف أدرداك، رئيس جمعية “أمازيغ صنهاجة الريف”، إن “قبيلة صنهاجة تنتمي إلى ما يسمى بالريف الاجتماعي، بمعنى آخر هي لا تنتمي إلى الريف بمفهومه القبلي- العصبي. كما أن غمارة التي تنتمي إليها قبيلة بني خالد (مركز “الكيف” بمنطقة الشّمال) لا تنتمي إلى الرّيف القبلي العصبي، ولا إلى الريف الاجتماعي مثلها مثل جبالة”.
وأوضح أدرداك، في تصريح لجريدة هسبريس الالكترونية، أن “الرّيفيين بالمعنى العصبي لا يزرعون “الكيف”، فقط أباطرة المخدرات الدوليون الذين ينحدرون من الناظور والحسيمة، يعني هم الذين ينتمون إلى الريف القبلي العصبي”، مؤكدا أن “المزارعين ليسوا ريفيين”.
وأضاف الناشط المحلي في منطقة صنهاجة أن “الدولة تحاول حصر مناطق الرّيف حتى تشدد الخناق على أباطرة المخدرات الذين يدعمون انفصاليي الريف في الخارج”، مشيرا إلى أن “ذلك هدف من بين أهداف أخرى”.
وتابع أدرداك “قبل طغيان “الكيف” بالمنطقة، كانت الزوايا هي التي تسيطر على الحياة السياسية، مثل الزاوية الخمليشية بصنهاجة، لكن بعد اكتساح “الكيف” للمنطقة أزاح البزناسة ما يسمون بـ”الشرفا” من هرم السلطة الاجتماعية، والآن مع مشروع التقنين، سيتحوّل الرأسماليون أصحاب الشركات إلى متحكمين في المنطقة، وهذا في صالح الدولة التي لديها آليات تخول لها التحكم في هذه الفئة عن طريق الضرائب”.
وبخصوص مطالب توسيع مناطق “الكيف”، قال أدرداك: “ما لا يعرفه العديد من الناس أن ضريح سيدي هدي، كبير الكيافة في المغرب وأول هيبي Hippie في العالم، يوجد قرب ضريح مولاي عبد السلام بن مشيش بقبيلة بني عروس الموجودة بالعرائش”.
وأضاف “بمطالعة الجزء الثاني من كتاب مولييراس “اكتشاف المغرب المجهول” الذي خصصه لاكتشاف جبالة، فإن “الكيف” كان موجودا كذلك في تلك المناطق”، مبرزا أن “جل الخطابات المنطلقة مما يسمى بالحق التاريخي أو المناطق التاريخية هي خطابات مغلوطة”.
وتابع قائلا: “هناك قومية ريفية فيما يخص “الكيف”. فمناطق زراعته لا تعتبر نفسها ريفية بالمعنى العصبي للكلمة، فهم أصلا في نظر روافة (الريف بمفهومه العصبي القبلي) يعتبرون جبالة”، مشيرا إلى أن “قائمة المناطق التي سيعطى لها الحق في زراعة القنب الصناعي والطبي ستحدد بمرسوم، بمعنى أن وزارة الداخلية يمكنها إضافة وحذف المناطق كلما أرادت ذلك”.