تقفل اعتقالات حراك الريف عامها الرابع تواليا بمستجدات عديدة على ساحة الاحتجاجات، فقد انحصرت رقعة المسجونين، في ثمانية قيادات، ونال الباقون الحرية من خلال صدور عفو ملكي في مواعيد متفرقة.

ويستعيد الريفيون لحظات عصيبة عاشتها المنطقة بعد توالي توقيفات أوجه متعددة من قيادات الحراك، عقب “حادثة المسجد” الشهيرة التي تصادم فيها ناصر الزفزافي بإمام أحد مساجد الحسيمة.

وعلى امتداد السنوات الماضية، خاضت العائلات والمحاكم والمعتقلون وإدارة السجون حروبا ضروسة، كل يدفع بطرحه الرافض أو الداعم لخيار سجن المعتقلين على خلفية “الاحتجاجات الشهيرة”.

وانقسم المغاربة حين لحظة الاعتقالات بين مساند للحراك الاجتماعي وبين آخر رافض لاقتحام المساجد بطريقة أوقفت الصلاة، في مشهد مصور لم يعتد المواطنون على مثله قبلا.

وتجددت مواجهة الزفزافي مع خطيب المسجد إبان فترة المحاكمة، حيث جرى استدعاؤهما للإدلاء بموقفهما وشهادتهما حول الواقعة؛ لكن كلام الرجلين احتفظ بنفس عبارات المواجهة.

وعلى الرغم من ثقل المدة المنطوق بها سجنا في حق القيادات، فإن توالي أخبار الفرج عن “الرفاق” في المناسبات الوطنية والدينية يجعل العائلات متشبثة بخروج الأبناء ونيلهم للحرية.

وتراهن بعض فعاليات حقوق الإنسان على آلية العفو الملكي، على الرغم من إقرارها بصعوبة الأمر بالنسبة إلى المعتقلين المتبقين أمام رفضهم تقديم طلب في الموضوع، واستمرار معارك الشد والجذب بين الطرفين.

أحمد الزفزافي، والد أيقونة حراك الريف ناصر الزفزافي، يرفض قطعا التخلي عن الأمل، فمن لم يعش على وقعه ينتحر، والعائلات متشبثة بالحياة على الرغم من المعاناة وتقدم السن وتراكم الأمراض المزمنة.

وأضاف والد ناصر، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن أمل خروج الأبناء من السجن لا يفارق الآباء، مطالبا المسؤولين بضرورة الاستجابة وإعادة المياه صوب مجاريها العادية.

وبخصوص الزيارات، أوضح المتحدث أن المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج خصصت زيارة واحدة في الشهر للمعتقلين، غالبا ستكون الأسبوع المقبل، ولم يتم الحسم بعد في تاريخها بالتحديد.

واعتبر الزفزافي أن المعتقلين الثمانية المتبقين في السجن، اثنان منهم اقتربت مدة محكوميتهم (منير بن عبد الله – جواد أمغار)، يستحقون الحرية والخروج من المعتقل.

وشدد المتحدث ذاته على أهمية الافراج عن المعتقلين لعودة المصداقية إلى صناع القرار، منتقدا أي وساطة محتملة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان في هذا الباب، وزاد: “المجلس تمخزن أكثر من المخزن نفسه”.

hespress.com