استفاد عدد من شباب وجمعيات المجتمع المدني بمدينة سطات، منذ فاتح أكتوبر الجاري إلى العاشر منه، من ورشات تكوينية حول “صياغة الملتمسات والعرائض والرأي الاستشاري”، و”الميزانية التشاركية”، و”الهيئات الاستشارية الترابية والقوانين المنظمة لها”، و”قوانين وآليات إعداد برامج التنمية الترابية وكيفية أجرأتها”.

هذه الورشات التكوينية، التي احتضنتها كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمدينة سطات، وأطرها الأساتذة الجامعيون عبد الحفيظ اليونسي ورقية أشمال ورشيد الملوكي، والباحث في سلك الدكتوراه عبد الغاني التاغي، تأتي ضمن أولى محطات مشروع كبير أطلقه المرصد المغربي للدراسات والأبحاث حول المجتمع المدني والديمقراطية التشاركية تحت شعار “الشباب والمجتمع المدني دينامو الديمقراطية التشاركية”.

ويروم مشروع “الشباب والمجتمع المدني دينامو الديمقراطية التشاركية”، المنظم بشراكة مع برنامج مشاركة مواطنة (UNOPS) وبتمويل من الاتحاد الأوربي، إلى “المساهمة في تنزيل الأحكام الدستورية المتعلقة بالديمقراطية التشاركية، وتفعيل الأدوار الدستورية للمجتمع المدني عبر تقوية قدراته الترافعية لتمكينه من الانخراط في تدبير الحياة العامة والمساهمة في التنمية المحلية والمجالية، والمساهمة أيضا في تكوين وتقوية قدرات الشباب لتعزيز مشاركتهم في تدبير الشأن العام”.

وأوضح المنظمون أن “المشروع عبارة عن ملتقيات فكرية ودورات تكوينية وحملات تحسيسية لفائدة الشباب والمجتمع المدني، من أجل تشجيعهم على الانخراط والمشاركة في تدبير الشأن العام المحلي، من خلال المساهمة في إعداد وتتبع وتنفيذ وتقييم السياسات العمومية، وفي التنمية المحلية من خلال تملك الآليات والتعرف على القوانين والأنظمة المؤطرة للديمقراطية التشاركية في بعدها الترابي، وتملك الآليات العملية للممارسة الميدانية”، مشدّدين على أن الهدف العام من المشروع يتمثل في “تكوين وتقوية قدرات الشباب الباحث والفاعل المدني بمدينة سطات لتعزيز انخراطهم في الحياة العامة”.

وعن الأهداف الخاصة للمشروع، أوضح الواقفون وراء إطلاقه أنه يرمي إلى “تمكين الشباب من آليات الديمقراطية التشاركية الترابية”، و”التحسيس بأهمية المشاركة في صناعة السياسات العمومية”، و”التمكن من آليات صياغة العرائض الترابية والوطنية”، و”كيفية إعداد برامج عمل الجماعات الترابية”، و”كيفية صياغة الملتمسات”، و”كيفية اشتغال الهيئات الاستشارية الترابية وكيفية تفعيلها”، و”كيفية صياغة وتتبع وتقييم السياسات العمومية”، و”الانخراط في تدبير الشأن المحلي”.

وسجّل الواقفون وراء المشروع مجموعة من النتائج المنتظرة من مختلف الأنشطة الراهنة والمستقبلية، ومن بينها “صياغة خريطة طريق لكيفية تنزيل القوانين على أرض الواقع”، و”صياغة مخرجات على شكل توصيات وتوجيهات عامة حول تملك السبل الكفيلة لتفعيل وتعزيز الديمقراطية التشاركية في بعدها الترابي”، و”توفير شرح مبسط لمرسوم برنامج عمل الجماعة وكيفية أجرأته”، و”وضع طريقة عملية لكيفية انخراط الشباب في صياغة وتتبع وتقييم السياسات العمومية”.

وأعلن المنظمون أن المشروع يستهدف 300 مشاركة ومشارك خلال الندوة، منهم 25 مشاركة ومشاركا في كل دورة تكوينية من الدورات الأربع المبرمجة، و100 مشارك ومشاركة في المسرحية، و100 مشارك ومشاركة في المائدة المستديرة، مع مراعاة نسبة 50 في المئة للإناث و50 في المئة للذكور، مشيرين إلى أن الأنشطة تستهدف فئة الطلبة بأسلاك الإجازة والماستر والدكتوراه الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 سنة، وممثلي منظمات المجتمع المدني الفاعلة في مجالات التشاور والشأن المحلي.

وتم تسطير أربع محطات لتنفيذ المشروع، الأولى تم تنظيمها طيلة الأيام العشرة المنصرمة، والثانية سيتم تنظيمها على شكل ندوة برحاب كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسطات تحت عنوان “الديمقراطية التشاركية ومسار التنزيل الترابي: أية حصيلة؟”، تليها المحطة الثالثة على شكل مائدة مستديرة حول السياسات العمومية في المجال الترابي، فيما ستتمثل المحطة الأخيرة في تنظيم مسرحية بالمركب الثقافي بمدينة سطات في إطار الانفتاح على شباب المدينة.

واختار المرصد المغربي للدراسات والأبحاث حول المجتمع المدني والديمقراطية التشاركية، من أجل إنجاح الأنشطة المبرمجة، اعتماد منهجية “التكوين باللغة العربية”، و”المقاربة التشاركية والتفاعلية خلال الدورات التكوينية”، و”إلقاء عروض نظرية وتطبيقية”، و”العمل بتقنيات التنشيط والتكوين الحديثة التي تمتاز بالدينامية وعمل المجموعات”.

يُشار إلى أن المرصد المغربي للدراسات والأبحاث حول المجتمع المدني والديمقراطية التشاركية جمعية وطنية مستقلة تعنى بالدراسات والأبحاث حول المجتمع المدني والديمقراطية التشاركية، تأسست في 21 مارس 2017، ويوجد مقرها برحاب كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسطات.

ويهدف المرصد إلى “إنجاز دراسات وأبحاث وتقارير وتقديم الخبرة والاستشارة وإصدار ونشر الكتب والدوريات ومختلف الأبحاث العلمية في كل ما يتعلق بقضايا المجتمع المدني والديمقراطية التشاركية والنوع الاجتماعي”، و”إنشاء فضاء للحوار والنقاش العلمي على المستوى الدولي والوطني والجهوي والإقليمي والمحلي، و”دعم كل المبادرات العلمية ذات الصلة بمجالات اشتغال المرصد والتشجيع على البحث العلمي”.

ومن بين أهداف المرصد أيضا، “إصدار ونشر كتب ودوريات ومختلف الأبحاث العلمية في مجال المجتمع المدني والديمقراطية التشاركية وقضايا النوع الاجتماعي”، و”الاهتمام بالسياسات العمومية والاستراتيجيات الوطنية، ومتابعة وتحليل وتقويم حصيلتها المرتبطة بمجالات اشتغال المرصد للوقوف عند أبعادها المحلية والإقليمية والجهوية والوطنية والدولية”، و”المساهمة في تكوين وتأطير الجمعيات والتعاونيات ومنتخبي المجالس الترابية في مجال الديمقراطية التشاركية”، و”تأهيل جميع العاملين في مجال المساعدة الاجتماعية وجميع المهتمين بالمساعدة الاجتماعية”.

hespress.com