أقر وزير الصحة، خالد آيت الطالب، بغموض طبيعة وباء فيروس “كورونا” في مدينة طنجة، التي شهدت في الفترة الأخيرة ارتفاعا لافتا في أعداد المصابين والحالات الحرجة ثم الوفيات.

وأكد وزير الصحة أنه بالفعل يوجد تغير على مستوى الحالة الوبائية في طنجة، مشيرا إلى انتقال لجنة علمية مركزية إلى المدينة لدراسة أسباب ارتفاع الحالات الحرجة والوفيات، للوقوف هل هناك ما يميز هذا الوباء عن بقية المدن المغربية.

وفسر وزير الصحة، في جوابه عن سؤال لجريدة هسبريس الإلكترونية، خلال ندوة صحافية نظمت مساء الأحد، ما يقع في المدينة بكونها تعيش ذروة وبائية، كما سبق وأن عاشته الدار البيضاء ومراكش، وزاد أن الأمر يرتبط، كذلك، بعودة الوحدات الصناعية إلى العمل، وظهور بؤر مهنية مرتبطة بأحياء شعبية حيث تقطن اليد العاملة.

وأضاف آيت الطالب أن وزارة الصحة فكرت في إمكانية وجود تحولات في طبيعة فيروس “كوفيد-19” بطنجة، ولذلك أجرت دراسة علمية بشأن فيروس المدينة ستصدر نتائجها اليوم، موردا أن “الحالة الوبائية، بالفعل، تغيرت في العالم، لكن لم يثبت وجود تحول جيني للفيروس، بقدر ما تبين وجود انتشار للوباء بشكل أكبر”.

وحول ارتفاع الإصابات في صفوف الحالات الحرجة، أكد وزير الصحة أن الأمر مرتبط بخروج الفئات ذات الهشاشة الصحية إلى الشارع بعد عودة الحركة إلى المجتمع، مبرزا أن جل أعمار الحالات الحرجة تفوق 60 سنة، ولديها مضاعفات صحية، من قبيل السكري والربو أو القلب.

لكن هل هذه الوفيات مرتبطة بالفيروس أم بمضاعفات الأمراض المزمنة؟، يجيب آيت الطالب أن هذا السؤال تطرح عليه علامات استفهام في العالم، مشددا على أن جهود وزارة الصحة تهدف إلى إبقاء هذه الحالات الحرجة ضمن العناية المركزة، وتفادي الوصول إلى مرحلة التنفس الاصطناعي التي تعتبر خطا أحمرَ.

وزير الصحة جدد التأكيد أن الوضعية الوبائية في المغرب مستقرة، رغم ارتفاع عدد الإصابات بعد المرور إلى المرحلة الثانية من رفع الحجر الصحي، داعيا إلى المزيد من الحيطة والحذر، خصوصا خلال فترة عيد الأضحى.

وشدد آيت الطالب على ضرورة إجبارية ارتداء الكمامات، مؤكدا أن “العالم، اليوم، يجمع أن الأجهزة الواقية تعتبر الوسيلة الوحيدة لمحاربة الفيروس في ظل عدم وجود لقاح طبي، بالإضافة إلى عدم معرفة الفترة التي يمكن أن ينتهي فيها الوباء، وهل هو عبارة عن وباء موسمي أم لا؟”.

ويبلغ عدد المختبرات التي تُجري تحاليل “كوفيد-19” في المغرب، وفق معطيات وزير الصحة، 26 مختبرا عموميا، إضافة إلى مختبرات تابعة لمؤسسات الدولة، ومختبرات القطاع الخاص، لمواكبة عملية الكشف المبكر.

وقال آيت الطالب إن عدد التحاليل الطبية بلغ، إلى غاية اليوم، مليونا و196 ألفا و57 تحليلا، أي بنسبة أكثر من 20 ألف تحليل في اليوم الواحد، معتبرا أن هذا الرقم القياسي جاء بفضل مجهودات جماعية.

hespress.com