كشف خالد آيت الطالب، وزير الصحة، عن تفاصيل الحملة الوطنية للتلقيح واسعة النطاق وغير المسبوقة ضد فيروس “كورونا”، والتي أعلن عنها الملك محمد السادس، مشيرا إلى أن هدفها تأمين تغطية الساكنة بلقاح كوسيلة ملائمة للتحصين ضد “الفيروس” والتحكم في انتشاره.
وأكد وزير الصحة، ضمن اجتماع لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب خُصّص لمناقشة “الإجراءات والتدابير المتخذة البشرية واللوجستيكية التي أعدتها الحكومة لتوفير وتعميم التلقيح، ومدى فعالية هذا اللقاح واستراتيجية الوزارة لإنجاح هذه العملية”، أن المغرب بادر بطريقة استباقية، منذ أبريل الماضي، إلى الحصول على اللقاح باعتباره المحطة الأخيرة التي ستصل لها جميع الدول لوقف الوباء”، موضحا أن “العالم لا يتوفر على كفاية الإنتاج لتغطية حاجيات العالم؛ وهو ما دفع المملكة إلى اعتماد طريقة استباقية لتمكينه من التلقيح في الوقت المناسب”.
آيت الطالب أبرز، في الاجتماع الذي حضره أعضاء اللجنة العلمية المتابعة لتدابير مواجهة جائحة كورونا “كوفيد 19″، أن الشراكات التي عقدها المغرب للحصول على اللقاح خلصت إلى التعامل مع شركتين لتزويد المغرب بكمية مهمة من اللقاحات، موضحا أن “المملكة شاركت في التجارب السريرية لتطوير اللقاح، وهي المرة الأولى في تاريخ المغرب، والتي مرت في أحسن الظروف عبر البحوث الطبية والإجراءات القانونية، مع ما يقتضي ذلك من شروط حماية المعطيات الشخصية والأخلاقيات”.
وكشف وزير الصحة أن مدينتي الدار البيضاء والرباط كانتا مسرحا لهذه التجارب بمشاركة 600 متطوع، وتم إعطاء اللقاح بجدول تطعيم من جرعتين خلال اليوم الأول واليوم الـ21، مبرزا أن “الهدف تقييم المناعة وسلامة اللقاح للسكان الذين يتجاوزون سن الـ18، كاشفا أنه لم يتم تسجيل أي آثار خطيرة لهذه التجارب السريرية، باستثناء آثار جانبية موضعية؛ مثل ألم في مكان الحقن وطفح جلدي وصداع في الرأس وتعب”.
وفي هذا الصدد، كشف آيت الطالب أن “أغلبية المستفيدين من الجرعتين، بين 57 و73 في المائة، عانوا من ألم مؤقت في موضع الحقن، و1.5 في المائة بين الاحمرار والطفح الجلدي”، موضحا أنه “لا أعراض خطيرة مثل فقدان الوعي أو حساسية، رغم توفر جميع ظروف التدخل السريع”.
المسؤول الحكومي كشف أن التجارب السريرية أثبت نجاعتها خلال المرحلة الثالثة، حيث سيتم متابعة ومراقبة اللقاح لمدة 12 شهرا، موردا أن “اللقاح لا يمكن أن يستعمل في المرحلة الثالثة إذا لم يثبت نجاعته في المرحلتين الأولى والثانية؛ لأنه لا يمكن لشركة أن تستثمر في تلقيح غير مضمون النتائج والنجاعة”.
وأكد آيت الطالب أن هذه التجارب أفادت المغرب؛ لأننا مقبلون على مراحل أخرى وأوبئة أخرى، معتبرا أن “صفقة الصين سيربح منها المغرب كثيرا؛ لأن فيها تعاونا مع دول على أعلى مستوى والتي ستشهد نقلا للخبرة ومصنعا للقاحات”.
وبخصوص الغموض العلمي للفيروس وإمكانية عودته سنويا، أكد آيت الطالب أن العلماء لا يمكنهم اليوم الإجابة عن هذا الأمر، موضحا أن “الأصل هو الاستعداد لجميع الفيروسات؛ وهو ما يتطلع إليه المغرب اليوم باعتبار أنه أمامنا فرصة لتصنيع جميع اللقاحات ليس فقط للمغرب بل للقارة الإفريقية جميعا”.