الثلاثاء 24 نونبر 2020 – 16:00
خلفت وفاة مدير مستشفى محمد الخامس بعمالة الحي المحمدي عين السبع بالدار البيضاء، الأحد، بعد إصابته بفيروس كورونا المستجد، هلعا في صفوف الأطر الصحية التي باتت تطالب بالحماية لوقف نزيف الإصابات.
وعبر عدد من الأطباء والممرضين وتقنيي الصحة عن تخوفهم من استمرار تسجيل إصابات بفيروس كورونا في صفوفهم، في وقت لا يتم اعتماد ذلك بمثابة حادث شغل، ناهيك عن عدم تقديم الدعم من طرف الوزارة الوصية لرجالها ونسائها.
واعتبر أُطر الوزارة أن وفاة مدير مستشفى محمد الخامس، المخصص لمعالجة المرضى بـ”كوفيد-19″، يعمق الأزمة، ويؤكد عدم حماية الوزارة لموظفيها من هذا الوباء وضمان سلامتهم منه وكذا تخفيف الضرر عن أسر الذين وافتهم المنية بسبب الفيروس.
“الوزارة بخيلة”
واستغرب رحال لحسيني، نائب الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للصحة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، كون الوزارة تبخل على أطرها حتى بمراسلة لتقديم التعازي لأسر الأطر الذين راحوا ضحية كوفيد-19.
وشدد لحسيني، ضمن تصريحه، على أن وزارة خالد آيت الطالب “تبخل على الأطر بالحماية، وتتجاهل الدور الفعّال والحاسم الذي يقومون به في مواجهة الجائحة، سواء من حيث توفير ظروف العمل أو من حيث التحفيز الذي توقف الحديث عنه بما فيه التعويض الهزيل الذي كانت قد أعلنت عنه في فترة سابقة”.
وطالب نائب الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للصحة الوزارة الوصية على القطاع، “بتعويض فعلي وحقيقي يليق بتضحيات الأطر، واعتبار إصاباتهم بالفيروس حوادث شغل يجب التصريح بها”، مشددا على وجوب “العمل على تصنيف الإصابة بالوباء لدى الأطر الصحية كمرض مهني”.
ضعف وسائل الحماية
المنتظر العلوي ، الكاتب العام للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، سجل ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في صفوف الأطقم الطبية المتواجدة في صفوف الأمامية لمواجهة الجائحة، بفعل تواجدها الدائم بالمستشفيات والمراكز الخاصة.
ولفت الدكتور العلوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن “إصابة أي إطار معناها ناقص فرد من الأطقم، وبالتالي ازدياد الضغط على البقية”، مسجلا “ضعف وسائل الحماية لفائدتهم على غرار ما كان عليه الأمر مع بداية انتشار الفيروس”.
وشدد المتحدث نفسه على أن الأطقم الطبية رغم اتخاذها الاحتياطات اللازمة يتم تسجيل إصابات في صفوفها بشكل مستمر، مطالبا الوزارة بـ”عدم التهاون في توفير وسائل الحماية الفردية والجماعية لها؛ إذ إن هذا الجيش تلزمه العناية حتى يستمر في القيام بعمله ومواجهة الوباء”، وفق تعبيره.
ودعا الكاتب الوطني للنقابة، ضمن تصريحه، الوزارة إلى “اعتبار الإصابة بفيروس كورونا مرضا مهنيا، خصوصا أنه قد تكون لهذا المرض تداعيات أخرى مستقبلا على صحة الأطقم الطبية”، مشيرا إلى كون
“الضغوطات جعلت الكثير من أفراد الجيش الأبيض يعانون من الاكتئاب وحالات نفسية صعبة، مع الإدمان على الأدوية المسكنة والمساعدة على النوم”، وزاد: “لذلك يجب إيلاء عناية خاصة بهذه الفئة من استشفاء وغيره حتى تعود لنشاطها والأماكن الأولى في المعركة”.
واستغرب المتحدث نفسه كون وزارة الصحة “لا تقدم أي تشجيع للمهنيين في القطاع ولا تعمل على تعويضهم ولا منحهم الحق في العطلة على غرار باقي القطاعات الأخرى”.
بدوره، أكد الدكتور رضا بنسليم ضعف الوقاية لفائدة الأطر الصحية، وهو ما ساهم في تسجيل عدد كبير من الوفيات في صفوفها وإصابات عديدة، مشددا على كون المصاب من الأطر الصحية “يجد نفسه في حالة خطيرة بسبب كثرة العمل والإرهاق”.
وتساءل الدكتور ذاته في تصريح للجريدة: “لم لا يتم الاعتراف من طرف الوزارة بمن ضحى من أجل الوطن بكونه أصيب بمرض مهني؟”، مشيرا إلى “هزالة الإجرة التي تبقى لأسرة الضحية”.