شهدت عدد من المدن المغربية، الجمعة، وقفات نُظمت أمام المساجد للتنديد بالجرائم التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلية في حق الفلسطينيين، شارك فيها مصلّون عقب أداء صلاة الجمعة.
وحمل المشاركون في الوقفات التضامنية مع الفلسطينيين أعلام فلسطين ولافتات مكتوبة عليها عبارات منددة بالعدوان الذي تشنه قوات الاحتلال منذ أيام، أسفر عن سقوط نحو مائة وعشرين شهيدا إلى حد كتابة هذه السطور.
وصدحت حناجر المحتجين بشعارات غاضبة منددة بما تقترفه قوات الاحتلال الإسرائيلي في حق الفلسطينيين؛ من قبيل “بالروح بالدم نفديك يا شهيد”، و” الله أكبر عاصفة لليهود ناسفة”، “يا صهيون يا ملعون غزة في العيون”.
وبالرغم من أن دعوات الاحتجاج ضد العدوان الإسرائيلي لم تصدر عن هيئات مدنية بشكل رسمي، فإن قوات الأمن قد استعدت لها، حيث رابضت سيارات الشرطة والقوات المساعدة بمحاذاة المساجد، بما فيها التي لم تشهد تنظيم وقفات.
وبخلاف المنع الذي طال وقفات احتجاجية تضامنية مع الشعب الفلسطيني دعت إليها تعبيرات مجتمعية، الأسبوع الماضي في كل من الرباط والدار البيضاء، اكتفت قوات الأمن بمراقبة الوقفات المنظمة أمام المساجد بعد صلاة الجمعة.
وخصص خطباء الجمعة حيزا من خطبة اليوم للحديث عن العدوان الإسرائيلي على غزة، بما فيها خطبة الجمعة “الرسمية” التي تُبث مباشرة على شاشة القناة الأولى، حيث استفتح الخطيب حديثه عن الموضوع بالقول إن فرحة العيد في هذه الأيام “منغّصة بما يتعرض له المسجد الأقصى، الذي تعرض منذ احتلاله عام سبعة وستين إلى اليوم لعدد من النكبات”.
ودعا الخطيب بالدعاء بأن “يؤلف الله بين قلوب المسلمين وأن يؤلف قلوب المنافحين عن المسجد الأقصى وأن يمدهم بنصر من عنده”، مبرزا أن من أسباب النكبات التي يتعرض لها المسلمون “هو تفرق المسلمين وكيد بعضهم لبعض، والسعي إلى تفريق الجمع وقد أصبح مفرقا، بما يروجونه من حق تقرير مصير الشعوب”.
وأشار إلى القدس الشريف هو رمز للتعايش بين الأديان التوحيدية الثلاثة، الإسلام والمسيحية واليهودية، وأن المسجد الأقصى هو رمز للإسلام.
من جهته، بادر سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، بعد زوال الجمعة، إلى نشر موقف باسم المغرب على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، كان قد عبر عنه في الاتصال الهاتفي الذي جمعه بإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، أكد فيه رفض المغرب للتدخل العسكري الإسرائيلي في القدس.
وكتب العثماني: “إن المملكة المغربية ترفض رفضا قاطعا جميع إجراءات سلطات الاحتلال التي تمس الوضع القانوني للمسجد الأقصى والقدس الشريف، أو تمس الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإن المغرب بقيادة جلالة الملك يضع القضية الفلسطينية في صدارة انشغالاته وفي مرتبة القضية الوطنية”.