الثلاثاء 04 غشت 2020 – 06:00
معاودة الكرة هذه المرة بالجنوب، خرجت جحافل من المواطنين للاحتفال بطقس “بيلماون”، في عز أزمة كورونا، ما خلف ردود فعل عنيفة على مواقع التواصل الاجتماعي، نددت بالتجمعات الكبيرة التي شهدتها مدينة أكادير ليلة عيد الأضحى.
وليست هذه المرة الأولى منذ بداية الجائحة التي يتجمع فيها المغاربة في أزمة كورونا، بداية بطنجة ثم فاس والعديد من الحواضر الأخرى، لتليها أكادير أخيرا، ما جعل السلطات أمام تحد متكرر، بمناسبة أو دونها في كثير من الأحيان.
وعلى العكس تماما، لم تكن المناسبة هذه المرة دينية، ما جعل الخرجات تتراوح بين التقليد والاعتباطية، إذ خرج الناس في المرة الأولى للدعاء وطرد كورونا، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام بكثرة، فيما الثانية كانت بأكادير احتفاء بطقس أمازيغي قديم.
ولم يقتنع الكثيرون ممن شاركوا في التجمهرات بخطورة الوضع الذي تعيشه البلاد، خصوصا أن الأيام القليلة الماضية شهدت معدلات إصابات ووفيات مرتفع مقارنة بشهور سابقة، ما يفترض مزيدا من اليقظة، في تدبير جميع تحركات المواطنين.
وخرج المئات بأكادير بشكل عفوي، رغم أن جمعية مهرجان “بيلماون بودماون”، وهو “كرنفال” ضخم يُنظم كل سنة بمناسبة عيد الأضحى، احتفاء بعادة “بيلماون” أو “بوجلود”، أصدرت بلاغا قبل أيام أعلنت فيه إلغاء تنظيم دورة سنة 2020 من “الكرنفال” المذكور.
ويقول علي الشعباني، أستاذ علم الاجتماع، بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن الشبان يركبون على العادات في السياق الحالي من أجل تكريس التقاطب مع السلطات، بعد مكوثهم لفترات طويلة داخل المنزل دون القيام بأي فعل جديد.
وأضاف الشعباني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن البعض تولد لديه حس مواجهة السلطة ثم التشكيك في وجود كورونا، مسجلا أن الميل نحو هذه السلوكيات تولد أساسا بسبب المكوث في المنازل لفترات طويلة.
وأكمل الأستاذ الجامعي: “هناك أيضا ملل كبير يسود نفسية المغاربة يدفعهم إلى تحين فرص الترويح عن النفس”، مشددا على أن “الناس يكتنزون رغبة في مواجهة السلطة التي منعتهم من التحرك اقتصاديا واجتماعيا طوال الفترة الماضية”.