باشرت السلطات العمومية المغربية حملة تمشيطية جديدة في الشّمال لإبعاد المهاجرين الوافدين من إفريقيا جنوب الصحراء عن بعض النقاط “السّاخنة” على مستوى الشّريط المتوسطي، حيث استهدفت “أزيد من 120 مهاجرا سريا يتم التحضير لنقلهم إلى مدن داخلية”، وفق مصادر جريدة هسبريس.

وأوردت المصادر ذاتها أنّ “العملية انطلقت أول أمس، وهمت بعض المناطق السّاخنة، مثل بليونش والغابات المجاورة لمدينة سبتة المحتلة والفنيدق”، مشيرة إلى أنه “تم نقل المعنيين إلى مراكز الرعاية الاجتماعية بمرتيل، في أفق ترحيلهم النهائي إلى مدن أكادير وتزنيت وبني ملال”.

وقال محمد بنعيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، إن “هؤلاء المهاجرين نقلوا إلى مارتيل من أجل إيوائهم وإخضاعهم للكشف الخاص بفيروس كورونا، في أفق ترحليهم إلى الجنوب المغربي”، مشيرا إلى أن “العملية تمت في أجواء باردة في ظل انخفاض درجة الحرارة في الشمال”.

وشدّد بنعيسى، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن “المهاجرين الوافدين من إفريقيا جنوب الصحراء يعيشون وضعا مأساويا وفي وضعية تشرد، بحيث ينتشرون في الغابات المحاذية لمدينة سبتة المحتلة، كما أن منهم من يتخذ من الكهوف ملجأ له لتجنب برودة الطقس”.

وزاد الحقوقي المغربي أن السلطات ممثلة في الدرك الملكي والقوات المساعدة تقوم بحملات تمشيطية دائمة من أجل إبعاد المهاجرين عن بعض المناطق الساخنة في الشمال، مبرزا أنها “ليست المرة الأولى التي يسلك فيها المغرب هذا الخيار، وهو ما يعطي الانطباع بأنه يلعب دور دركي أوروبا”.

ولفت بنعيسى الانتباه إلى أن “الترحيل صوب الجنوب ليس حلاً وإنما هو إجراء ظرفي ومؤقت يتنافى مع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان”، معتبرا أن “قرار ترحيل المهاجرين يزيد من معاناتهم، كما أنه يدخل المغرب في مشاكل مكلفة ماديا وإنسانيا”.

وتعمد السلطات الأمنية إلى نقل هؤلاء المهاجرين، الراغبين في الوصول إلى مدينتي سبتة أو مليلية والعبور إلى الضفة الأخرى، إلى مُدن بعيدة في الجنوب المغربي عبر حافلات. وقد اعتبرت الحكومة ذلك يدخل في إطار حملة ضد مافيات وشبكات التهجير.

ويقول المهاجرون المرحلون إنهم “يتعرَّضون لاستفزازات متواصلة من قبل السلطات، خاصة المتشردين الذين يدخلون في معارك معها تنتهي في الغالب بسقوط ضحايا في صفوف الطَّرَفين”. ورغم أن المغرب قطع أشواطا كبيرة في عملية إدماج المهاجرين داخل المجتمع فقد “لوحظَ مؤخراً أن تعامل السلطات مع هؤلاء بدأ يتخذ منحنى مُغايراً بعدما جرى ترحيلُ عددٍ منهم”.

hespress.com