تجاذبات لا تنتهي مازال موضوع الاحتفالات بعاشوراء يثيرها كل سنة، فأمام توالي إحياء العادة التي عمرت لآلاف السنين، تتصادم تيارات مجتمعية متفرقة بشأن الذكرى، التي يربطها البعض بالشيعة، فيما يناصر آخرون جو الفرح الذي يطبع الفترة.

وأسوة باحتفالات “بيلماون” في أكادير ونواحيها، لم تنجح سياقات الجائحة في وقف الطقوس المصاحبة لعاشوراء، وهو ما طرح أسئلة التنظيم لدى المواطنين. لكن المسألة أعمق بالنسبة للبعض، خصوصا أمام ارتباطات الطقس بديانات وطوائف متعددة.

ويقول محمد عبد الوهاب رفيقي، الباحث المتخصص في الشأن الديني، إن الاحتفالات بعاشوراء لا علاقة لها بما يجري على مستوى المشرق، حيث لا تستحضر الحسين أو “نجاة موسى”، مؤكدا أن المغاربة يحتفلون دون هذه الخلفيات.

وأضاف رفيقي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن المغاربة صنعوا لنفسهم احتفالا فيه عادات وطقوس مختلفة، وضمنها مظاهر تعود لفترة ما قبل الإسلام، مشددا على أن للبلاد عاشوراء خاصة بها توحد مختلف الثقافات.

وأشاد المتحدث بجو المرح الذي يطبع الفترة، خصوصا لدى الأطفال والنساء، معتبرا أن ظاهرة “عيشوري عيشوري” هي تخلص للمرأة من السلطة الذكورية، كما أن للماء والنار دلالات كبيرة وأصول متفرقة، وزاد: “لا مشكل في الاحتفالات على الإطلاق”.

وأكمل رفيقي قائلا: “التخوف يصدر دائما عن السلفية الوهابية، وهذا أمر عادي بالنظر إلى أنه يتعلق بمنهاج يلصق البدع بكل الاحتفالات، لكن هذا غير سليم، فالدين مطالب باستيعاب التقاليد”، معتبرا أنه “لا مبرر لتحريم الفرح”.

والطرف الثاني الذي يرفض، حسب رفيقي، يتعلق بتيار داخل المجتمع يحتج على إشعال النار والمفرقعات، “لكن هذا الأمر مطروح عالميا”، مسجلا أنه “من الطبيعي حدوث بعض الخسائر”، ومطالبا بمزيد من التوعية وليس منع طقس متجذر في التاريخ المغربي.

hespress.com