انتقادات كبيرة يوجهها طيف من المغاربة إلى تواتر أخبار تمديد الحكومة لفترة الحجر الصحي، فأمام استمرار التجاوزات، يرفض الكثيرون فكرة بقاء الوضع الاستثنائي لأسابيع أخرى، خصوصا ممن التزموا بتعليمات السلطات.

وتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صور ومشاهد لخروقات كثيرة، يقوم بها مواطنون من خلال التجمعات، أو عدم ارتداء الكمامات، ما خلف ارتباكا كبيرا في ثقة الناس في القدرة على تجاوز كوفيد 19، بعد شهري الحجر الصحي.

ويطالب معلقون كثر الحكومة ومعها السلطات بمزيد من الصرامة على مستوى تدبير الفترة المقبلة من الحجر، في حال تم إقرارها، لضمان عدم تكرار التجاوزات التي ذبذبت أرقام المصابين على امتداد الأسبوع الماضي، ونسفت سيناريو الخروج في العاشر من يونيو.

وإلى حدود اللحظة، لم تفرج الحكومة عن تصورها لمرحلة ما بعد الشهر الثاني من الحجر، لكن مصادر حكومية أقرت لجريدة هسبريس بإمكانية التمديد مرة أخرى، وهو ما سيجعل المغرب حالة فريدة، بلجوئه إلى دخول فترة ثالثة من الحجر.

ويقول علي لطفي، رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة، إن الحجر إجراء ضمن أساسيات حالة الطوارئ، مسجلا نجاح المغرب في العملية، وفق كافة المؤشرات، من ناحية الإصابات وكذلك الوفيات، (208 في بلد يتوفى فيه 40 ألفا بأمراض القلب).

وأوضح لطفي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن ازدياد عدد الإصابات في الأيام القليلة الماضية مرده إلى الرفع من عدد التحليلات اليومية، وليس تجاوزات المغاربة للحجر الصحي، مثمنا استدراك وزارة الصحة لخطأ قلة الفحوصات في بداية الأزمة.

وأشار الطبيب المغربي إلى أن الأهم الآن هو إخضاع عمال الوحدات الصناعية للفحوصات اللازمة، مسجلا أن أوروبا رفعت الحجر والطوارئ، وبالتالي يجب العمل على إعادة الحركية للمغرب بدوره، خصوصا أن الصيف على الأبواب، والجالية يرتقب أن تعود.

وأردف لطفي بأن الحكومة مطالبة برفع الحجر الصحي، لكن مع استمرار الإجراءات المعتادة، وأهمها احترام قاعدة التباعد الاجتماعي، وكذا ارتداء الكمامات الواقية؛ فيما تظل العملية الذهبية التي ينصح بها جميع الخبراء هي غسل اليدين باستمرار.

hespress.com