قام شاب سوري يعيش في النمسا بمغامرة خطرة من أجل إنقاذ والديه العالقين في الغابات على الحدود البيلاروسية – البولندية وتقديم الطعام والشراب لهما على الرغم من معرفته باحتمال تعرضه للاعتقال.
وذكرت رويترز أن والدي الشاب السوري “جوردي” ذي الأصل الكردي حاولا دخول بولندا التي تعد جزءاً من الاتحاد الأوروبي وذلك عن طريق بيلاروسيا لكنهما واجها سياجاً شائكاً جديداً أقامته وارسو بعد إعلانها حالة الطوارئ بالمنطقة.
وأضافت أن جوردي اشترى تذاكر لوالديه للسفر من سوريا إلى مينسك منتصف الشهر الحالي، واتفق مع أحد المهرّبين لأخذ والديه من الحدود ونقلهما لمنزله في النمسا، لكن عندما وصلا إلى الحدود الريفية المعزولة وحاولا العبور أصيبت والدته في ساقها ونُقلت إلى مستشفى بولندي قريب ثم خرجت دون أن تكمل علاجها وتم دفعها مع زوجها للحدود مع بيلاروسيا.
كذب وإهمال طبي
ولدى سؤال إدارة المستشفى لم يعلّقوا على حالة والدة جوردي بحجة سرية المريض غير أن متحدث باسم المستشفى أوضح لوكالة الأنباء العالمية أنه لا يمكن تسجيل خروج المرضى قبل اكتمال العلاج على حد زعمه، في حين قال مسؤولون إنه تم العثور على سبعة مهاجرين على الأقل ميتين داخل بولندا بسبب التعرض لأمراض أخرى خلال الأزمة.
وأشارت رويترز إلى أن الشاب السوري يقيم الآن في فندق في بلدة “سيمياتيتش” شرق بولندا على بعد 30 كيلومتراً من الحدود بصحبة مجموعة من أقارب المهاجرين الذين تجمعوا قرب الحدود في مسعى لإنقاذ أقاربهم وإيصالهم إلى بر الأمان كما عرض جوردي فيديو للمنطقة الحرجية التي علق فيها والداه وتقطعت بهما السبل مع نحو 300 مهاجر آخر كما تبين في الفيديو وجود صورة لجثتين.
وبحسب الشاب السوري فإن الشرطة أعادته عدة مرات عندما حاول الاقتراب من الحدود، ما اضطرّه للبحث عن مهرّبين لإيصالهم إلى ألمانيا، مضيفاً أنه لن يستسلم حتى لو أوقفوه “فلا يمكن أن يكون هناك قانون في أي مكان في العالم يمنع الإنسان من مساعدة والديه”.