في وقت ينتظر فيه العالم أجمع أي بارقة أمل تنهي مأساة أضحى عمرها أكثر من سنة ونصف مع انتشار فيروس كورونا المستجد، جاء الجواب من الصحة العالمية مخيباً للآمال.
فقد صرحت سمية سواميناثان، كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية، بأن انتشار وباء كورونا لا يتباطأ مشيرة إلى احتمال ظهور سلالة جديدة منه.
وأضافت في مقابلة أجرتها ومعها كالة “بلومبرغ”، أنه من المُبكر جداً الحديث عن انتهاء جائحة كورونا خاصة في ظل ارتفاع نسب الإصابات المسجلة عالمياً بمتحور “دلتا”.
“لم يتباطأ”
وشددت الخبيرة على أهمية رفع معدلات التطعيم والتنازل عن أحكام الملكية الفكرية فيما يتعلق باللقاحات، مؤكدة أن انتشار متحور دلتا، وارتفاع الإصابات يعد دليلا واضحا على أن الوباء لم يتباطأ.
كورونا والأطفال (آيستوك)
كذلك لفتت كبيرة علماء الصحة العالمية إلى مسألة إمكانية ظهور سلالات جديدة من فيروس كورونا، حيث ترى أنه يمكن ظهور سلالات جديدة، مضيفة أنه من الملاحظ ظهور طفرات في متحوري ألفا ودلتا ومن الممكن أن تكون ذات تأثيرات خطيرة ومقاومة أو تؤثر على فاعلية اللقاحات.
إلى ذلك، حذرت سواميناثان من سرعة انتشار متحور “دلتا”، واصفة إياه بأنه السبب الرئيسي لارتفاع معدلات العدوى، حيث يمكن لشخص واحد مصاب بمتحور “دلتا” نقل العدوى إلى 8 أشخاص.
ماذا عن اللقاحات؟
ورأت أن تباطؤ معدلات التطعيم عالمياً وتخفيف بعض الدول إجراءات السلامة مثل ارتداء الكمامات والالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي جاء أيضا ضمن أسباب عدم تباطؤ معدلات الإصابة.
أما فيما يتعلق بحاجة متلقي جرعتين من اللقاح إلى جرعات محفزة، كشفت الخبيرة أن ذلك يعتمد على الأعراض، لافتة إلى أنه قد لا يحتاج من تلقى الجرعتين إلى جرعة معززة سنوية، لأن دراسات عدة أظهرت أن الأجسام المناعية المتكونة لدى متلقي اللقاح تدوم لفترة تصل بين 8 أو 12 شهراً، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن من يعانون أمراضاً مزمنة أو ضعفاً في المناعة قد يحتاجون إلى جرعات محفزة، لكن الدراسات قيد البحث في هذا الصدد، وفق تعبيرها.
(فرانس برس)
يشار إلى أن منظمة الصحة العالمية كانت دول العالم إلى منح 10% من سكان الأرض على الأقل جرعتي اللقاح بحلول سبتمبر المقبل لترتفع تلك النسبة إلى 40% بحلول نهاية العام الجاري، كما طالبت بتقليل التفاوتات في معدلات التطعيم بين الدول.
وكانت المنظمة قد أعلنت الأسبوع الماضي أن وباء كوفيد-19 قد أودى بحياة أكثر من 4 ملايين شخص، كما كشف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسيوس، أن الحصيلة الحقيقية هي “بالتأكيد” أعلى من ذلك.
وفي مختلف أنحاء العالم سجلت المنظمة 183 مليون حالة إصابة منذ بدء الجائحة، وحوالي أربعة ملايين حالة وفاة.