وكان مسلحو تيغراي قد شنوا عمليات في عفار نهاية الأسبوع الماضي، استهدفت القوات الموالية للحكومة والمحتشدة على طول الحدود المشتركة بين المنطقتين، بينما أفاد مسؤولون حكوميون بمقتل 20 مدنيا ونزوح عشرات الآلاف فرارا من القتال.
وقال رئيس إقليم عفار آوول أربا في مقابلة بثتها وسائل إعلام حكومية: “على كل أبناء عفار حماية أرضهم بأي وسيلة متاحة، إن كان بالبنادق أو العصي أو الحجارة”، مضيفا: “ليست هناك أسلحة يمكن أن تجعلنا نركع. سننتصر في هذه الحرب بتصميمنا القوي”، حسبما نقلت “فرانس برس”.
ويعتبر إقليم عفار واحدا من 9 أقاليم في إثيوبيا، ويحظى بأهمية استراتيجية للبلد الذي لا يمتلك أي منفذ بحري، إذ تمر في شرق الإقليم خطوط السكة الحديد التي تربط إثيوبيا بجيبوتي ومن ثم إلى البحر الأحمر، لذلك يعتبر شريان الحياة النابض لأديس أبابا.
وينذر توسع نطاق المواجهة بين جبهة تحرير تيغراي والجيش الإثيوبي، بحسب مراقبين، بتصعيد عسكري خطير وإطالة أمد المواجهة التي خلفت خلال الشهور الماضية آلاف القتلى ومئات الآلاف من النازحين.
وفي حديث مع “سكاي نيوز عربية”، اعتبر الكاتب والباحث السياسي موسى شيخو أن فتح جبهة عفار يعقد الوضع في إثيوبيا، حيث ستسعى أطراف عدة للسيطرة على الطريق الدولي الذي يربط جيبوتي بأديس أبابا.
وأضاف شيخو: “الهدف من وراء فتح هذه الجبهة هو الضغط على الحكومة الإثيوبية المركزية، وامتلاك ورقة مناورة في حال بدء أي مفاوضات”.
وتابع: “في الداخل الإثيوبي هناك دعم وتحشيد ومظاهرات مؤيدة للقوات الحكومية والجيش، وهو ما يصطدم بالتصعيد في عفار. الأمور معقدة للغاية، وإذا لم تتم تهدئة الجبهات فسنرى المزيد من التصعيد”.
وعن إمكانية التفاوض بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيغراي، أوضح شيخو: “هناك تصريحات ذات لهجة تصعيدية، وهناك أيضا تحركات عسكرية على الميدان، وجهات إقليمية تدعو للحوار والجلوس إلى طاولة المفاوضات. على الجميع أن يفهم أن الصراعات الداخلية لا تحسم بالصراع عسكريا، وإثيوبيا قد جربت ذلك سابقا”.