تقول صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية في تقرير لها إن الملا عبد الغني برادر، رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان هو الذين سيكون، على الأرجح، الرئيس الأفغاني القادم.
وبرادر ليس زعيم حركة طالبان كما يظن البعض، إذ يعتبر عمليا الرجل الثاني في الحركة، بعد زعيمها هبة الله أخوند زاده، الذي لم يظهر على الملأ حتى الآن.
أما موقع “إكسوس” الأميركية فيقول إنه يُنظر إلى الملا عبد الغني على أنه وجه الحركة المتشددة، وبالإضافة إلى شغل منصب رئيس المكتب السياسي للحركة، كان أبرز مفاوضيها في محادثات السلام السابقة.
ولفت الملا برادر الأنظار، مساء الثلاثاء، عندما وصل إلى مدينة قندهار، جنوبي أفغانستان رفقة أسطول من السيارات، واستقبله الآلاف من سكان المدينة، بينما أضاءت الألعاب النارية سماء قندهار.
ولسنوات طويلة كان قادة حركة طالبان مثل “الأشباح” التي لا ترى في أفغانستان، حيث يقودون تمردا قويا، لذلك كان ظهور الملا عبد الغني علامة فارقة في قندهار.
وبحسب متحدث باسم طالبان، فهذه هي المرة الأولى التي تطأ فيها قدما برادر الأراضي الأفغانية منذ نحو عقدين.
وكان برادر (يعتقد أنه ولد عام 1968 في ولاية أورزغان) واحدا من الذين شاركوا في القتال ضد القوات السوفيتية في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي، وهو صهر مؤسس حركة طالبان وزعيمها الأول، الملا محمد عمر، كما شارك معه في تأسيس الحركة.
وبعدما سيطرت حركة طالبان على غالبية الأراضي الأفغانية بين عامي 1996 و2001، شغل الملا عبد الغني مراكز قيادية في الحركة ومن بينها حاكما لعدة ولايات، وبعد الغزو الأميركي كان واحدا من المفاوضين عن طالبان بشأن استسلام الحركة التي هزمت بعيد الغزو، وأجرى مكالمة حينها مع الرئيس الأفغاني، حامد كرازي، على ما يذكر الجنرال الأميركي، جيسون أمرين، وبعد نحو أسبوعين أرسل القيادي في طالبان قوة حاولت اغتيال كرازي.
وفي وقت لاحق، فر الملا عبد الغني إلى باكستان مع هزيمة حركته أمام القوات الأميركية. ولم يكن بعده عن مركز العمليات الحربية سببا في عدم اشتراكه فيها، إذ بعدما استعادت طالبان قوتها تدريجيا، كان الملا عبد الغني ينسق الجهود الحربية من باكستان، وخصوصا في ولاية أورزغان، مسقط رأسه، وفي الوقت ذاته يدير مفاوضات سرية مع كرازي.
واعتقلت القوات الباكستانية عبد الغني برادر عام 2010، وظل في السجن حتى عام 2018، بعد تدخل من جانب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، حتى يتسنى له المشاركة في مفاوضات السلام التي كانت تسير حينها على قدم وساق.
وتتساءل صحيفة “واشنطن بوست” كيف لشخص قضى العقد الأخير بين سجن باكستاني وفندق فاخر في الدوحة أن يحكم بلدا تغيرت هياكله في يوم واحد؟
وبعدما دامت السيطرة لحركة طالبان على كابل، ظهر برادر في تسجيل فيديو مصور خلع فيه نظارته التي ترافقه معظم الأوقات.
وتحدث الزعيم المرتقب عن الأمر الآن في أفغانستان يتصل بخدمة الشعب وتأمينهم وضمان مستقبلهم.