رسم فني يحاكي أعمال استخراج المعادن على سطح القمر. حقوق الصورة: James Vaughan
تعتقد الولايات المتحدة بأن الطريق مُهيأ أمامها لاستخدام الموارد القمرية وموارد الكويكبات
يعتقد البيت الأبيض أنّ الجليد المائي والموارد القمرية الأخرى، التي ستساعد الولايات المتحدة الأمريكية على إرساء وجود بشري طويل الأمد على سطح القمر، هي متاحة للاستخدام.
وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم 6 نيسان/أبريل على أمرٍ تنفيذي يضبط سياسة الولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق باستخدام الموارد خارح الأرض. تؤكد هذه السياسة أنّ القانون المعتمد حالياً في هذا المجال، بالأخص معاهدة الفضاء الخارجي لسنة 1967، يتيح استخدام هذه الموارد.
فرضت هذه الرؤيا نفسها مطولاً في الدوائر الحكومية الأمريكية. فعلى سبيل المثال، لم توقع الولايات المتحدة الأمريكية، شانها شأن بقية الدول المرتادة للفضاء، على معاهدة القمر لسنة 1979، التي تنص على أنّ كل استخدام للموارد القمرية لدواعي غير علمية يجب أن يُضبط بإطار قانوني دولي. في 2015، وافق الكونغرس على قانون يشرع صراحةً للشركات الأمريكية استخدام الموارد القمرية وموارد الكويكبات.
أصبح ذلك أكثر رسميةً بعد هذا الأمر التنفيذي، الذي يؤكد أنّ الولايات المتحدة الأمريكية لا تعتبر الفضاء من “الممتلكات العامة العالمية”، كما تعتبر أنّ الطريق مفتوحٌ نحو التعدين الفضائي دون الحاجة إلى المزيد من المعاهدات الدولية.
قال عضو بارز في الإدارة الأمريكية، خلال مؤتمر عُقد عن بعد مع صحفيين يوم 6 نيسان/أبريل 2020، أنّ الأمر التنفيذي المُسمى” تشجيع الدعم العالمي لاستعادة الموارد الفضائية واستخدامها”، كان في طور الإعداد منذ سنةٍ تقريباً وأنّ الدافع وراء هذا الأمر يعود، في جزء منه على الأقل، إلى رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في تعزيز موقفها وهي تتفاوض مع شركائها الدوليين للمساعدة في دعم برنامج أرتميس لعمليات الهبوط الاستكشافية المأهولة على سطح القمر. (أشار المسؤول أنّ التعاون مع الشركاء الدوليين لا يزال مهماً.)
يسعى برنامج أرتميس إلى الهبوط برائدي فضاء على سطح القمر في 2024، بغية إرساء وجودٍ بشري دائم على أقرب جار لكوكب الأرض وحوله بحلول عام 2028. صرح مسؤولوا ناسا أنّ الموارد القمرية، وخصوصاً الجليد المائي الذي يُعتقد أنه متوفرٌ بكثرة في الفوهات القمرية القطبية المُظللة بشكل دائم، هي المفتاح لتحقيق أهداف برنامج أرتميس الكبرى.
لن يكون القمر المحطة النهائية لهذه الأهداف. إذ يهدف برنامج أرتميس إلى مساعدة ناسا وشركائها في التدرب على آلية دعم الرواد في الفضاء العميق لفترات طويلة. هي تجارب مهمةٌ جداً للاستعداد للهبوط على كوكب المريخ في ثلاثينيات القرن الحالي وفقاً لخطط ناسا.
قال سكوت بيس، نائب مساعد الرئيس والسكرتير التنفيذي لمجلس الفضاء الوطني الأمريكي، في تصريح له: ”بينما تستعد الولايات المتحدة الأمريكية لإعادة البشر إلى القمر والسفر إلى المريخ، يساهم هذا الأمر التنفيذي في تحديد السياسة الأمريكية الخاصة باستعادة واستخدام الموارد الفضائية مثل الماء وبعض المعادن لتشجيع التنمية التجارية للفضاء.”
أبدى الرئيس ترامب اهتماماً كبيراً بتنظيم السياسة الأمريكية الفضائية، فعلى سبيل المثال، وقع في كانون الأول/ديسمبر 2017 على توجيه السياسة الفضائية-1، الذي وضع أسس حملة أرتميس. كما ساهم توجيهان آخران في تبسيط السياسة التجارية الفضائية وبروتوكولات السفر الفضائي، إضافة إلى توجيه السياسة الفضائية-4 الذي وقع عليه الرئيس في شباط/فبراير 2019، الذي دعا إلى تأسيس “القوات الفضائية”، أول فرع عسكري أمريكي جديد يُستحدث منذ إنشاء فرع القوت الجوية الأمريكية في 1947.