تحتفل تركيا، كل عام بالذكرى الـ97 لعيدها القومي الذي يُعرف بـ”عيد النصر”، والذي يصادف الـ30 من أغسطس من كل عام، لتتزين الشوارع بعلم البلاد وتُقام المراسم الرسمية والاحتفالات الشعبية في أنحاء البلاد كافة.
وبدأت فعاليات “عيد النصر” بزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى ضريح مؤسس الجمهورية التركية الحديثة، مصطفى كمال أتاتورك، وسط أنقرة بصحبة وفد رسمي.
وبدأت المراسم الرسمية بوضع أردوغان إكليلا من الزهور على ضريح كمال أتاتورك، وبعد الوقوف دقيقة حداد، عزفت الأوركسترا النشيد الوطني.
وقال أردوغان في تدوينة كتبها بسجل الزيارات: “أتاتورك العزيز، نحن فخورون اليوم بالوصول إلى الذكرى 97 للنصر العظيم. نحيي بامتنان ذكرى جنابكم وجميع قادتنا وضباطنا وجنودنا وكل فرد من أمتنا من الذين ساهموا في هذا الانتصار الذي يعتبر إحدى الحلقات الذهبية في تاريخنا”.
وأضاف مدونا: “نحن مصممون على حماية الجمهورية التي تنهض على تضحيات شهدائنا، والتي هي أمانتك التي عهدت بها إلينا بأغلى الأثمان وهي أرواحنا، وإن كفاحنا المستمر ضد التهديدات التي تستهدف بقاءنا الوطني في الداخل والخارج دليل على تصميمنا هذا، ولن تتمكن أي قوة من منع تركيا من الوصول إلى أهدافها في الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية عام 2023″.
ماهو عيد النصر في تركيا
يمثل “عيد النصر” اليوم الذي تشكلت فيه معالم الجمهورية التركية الحديثة، وذلك عقب انهيار الدولة العثمانية، واندلاع الحرب بين الثوريين الأتراك من الحركة الوطنية التركية التي قادت البلاد فيما بعد، وبين القوات اليونانية.
دخلت الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى إلى جانب ألمانيا، لكن بريطانيا وحلفاؤها استطاعوا الفوز، وبعد هزيمة الدولة العثمانية، وقّعت حكومة السلطان الضعيف محمد الخامس معاهدة سيفر في 10 أغسطس عام 1920، التي جعلت أغلب أراضيها تحت الانتداب الفرنسي والبريطاني.
ومن هنا، قرر أتاتورك الضابط الشاب وقتذاك، عدم الاعتراف بمعاهدة سيفر، بل ولاحقاً حرم الموقعون عليها من حكومة السلطان، من الجنسية التركية.
ابتداءً من عام 1919 بدأت اليونان تفرض نفوذها على أراضي الدولة العثمانية، قبل أن يبدأ مصطفى أتاتورك سلسلة من المعارك ضد القوات اليونانية في منطقة الاناضول، في عام 1920.
أجبر فشل كافة الحملات العسكرية المنفصلة من قبل اليونان، وأرمينيا، وفرنسا ضد الأتراك على التخلي عن معاهدة سيفر، وبدأ التفاوض على معاهدة جديدة في لوزان بدلاً من ذلك، اعترف فيها الحلفاء باستقلال الجمهورية التركية وسيادتها على تراقيا الشرقية والأناضول والأقاليم السورية الشمالية.
وفي 30 أغسطس من العام عام 1922، انتهت الحرب بتخلي اليونان عن كل الأراضي التي اكتسبتها خلال الحرب العالمية الأولى، والعودة إلى حدود ما قبلها، والانخراط في عملية تبادل السكان مع الدولة التركية في إطار الأحكام الواردة في معاهدة لوزان.