لكن قرار مجلس الولاية أحدث نقاشاً وخلافاً عاماً داخل الولاية وعموم الولايات المُتحدة، بشأن أحقيته بنيل هذا العفو من عدمه، وحول التأثيرات المستقبلية لمثل هذا القرار.

سرحان سرحان، الأردني ذو الأصول الفلسطينية، كان قد أقدم على اغتيال مُرشح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية عام 1968 وشقيق الرئيس الأميركي الأسبق جون كنيدي، الذي كان قد اُغتيل بدوره قبل خمسة سنوات من تلك الحادثة. سرحان الذي كان قد اعترف بفعلته بعد اعتقاله مباشرة، علل إقدامه على فعل ذلك لما أعتبره تأييداً من قِبل المُرشح كينيدي لإسرائيل.

خلاف عائلي

عائلة الضحية انقسمت فيما بينها من حيث الموقف من هذا العفو المشروط. ففي حين صرح دوغلاس كينيدي نجل المُرشح الرئاسي الأسبق، عن تأييده لقرار مجلس القضاء في الولاية، مضيفاً في موقف مُبهر للرأي العام الأميركي “اعتقد أنه يجب إطلاق سراح جميع السجناء الذين لم يعودوا يشكلون تهديدًا لأنفسهم أو للآخرين، لا أعتقد أنه يجب استخدام السجن كعقاب“.

نجل الضحية استند في موقف لما أحسه من إيمان بصدق نوايا السجين سرحان، الذي قال في طلب العفو “أعرض نفسي للخطر مرة أخرى، وهذا عهدي لكم، سأبحث دائماً عن الأمان والسلام واللاعنف“.

على العكس تماماً، فإن ستة آخرين من أبناء كنيدي نشروا بياناً عبروا فيها عن رفضهم لقرار العفو، مذكرين بأن حادثة مقتل والدهم ما تزال ماثلة أمام أعينهم “أثرت وفاة والدنا على عائلتنا بطرق لا يمكن التعبير عنها بشكل كافٍ، وقرار اليوم من قبل مجلس الإفراج المشروط المكون من عضوين تسبب بألم شديد“.

الباحث والكاتب الأميركي فيديل سنابتام شرح في حديث مع سكاي نيوز عربية دلائل ذلك بالقول: “هذا جوهر القيم العائلية الأميركية، على الدوام ثمة خلاف كبير في الآراء، وعائلة كينيدي كبيرة للغاية، وغالباً ما يتوقع المرء أن تحدث ضمنها مثل هذه الفروقات في الرأي. لكن ذلك أمر معنوي فحسب، يؤثر على الرأي العام وحده، فالقرار النهائي حسب القوانين الفيدرالية والجزئيات الفرعية الخاصة بولاية كاليفورنيا إنما يبقى بيد مجلس القضاء وحاكم الولاية، وغالباً ما سوف تستقر على إطلاق السراح المشروط. لأنه على الدوام في مثل هذه القضايا الكُبرى، إنما ينحاز القضاء وحُكام الولايات الأميركية للظهور والتعبير عن روح العفو الأميركية“.

خلاف شعبي

وكان الكثير من الوسوم قد انطلقت على وسائل التواصل الأميركية، التي تطالب بإطلاق سراح سرحان، والتي عبرت غالبيتها عن تصديقها لحالة الندم والتبدل التي أبداها السجين خلال مرافعاته الشفهية السابقة، مشيرة إلى أن المؤبد في السجن كافية كعقوبة لإنسان اقترف ما فعله سرحان حينما كان في ريعان شبابه، فهي عملياً أنهت حياته. مشيرين إلى رغبته بالعيش إلى جانب أخيه الكفيف، الذي يقيم بدوره في الولايات المُتحدة.

وكان بول شريد، الزعيم النقابي الشهير، وواحد من بين خمسة أشخاص أصيبوا في حادث إطلاق النار على مُرشح الرئاسة وقتئذ، قد أعلن إن موقفه هو لصالح إطلاق سراح سرحان.

في الدفة الأخرى، عبر آخرون عن رفضهم لإطلاق سراح سرحان، معتبرين أن تلك الفعلة غيرت من نتيجة الانتخابات الأميركية، وتالياً من مسار الولايات المُتحدة.

ووفقا للقوانين الأميركية، سيعاد النظر في القضية خلال أربعة أشهر، وسوف يُرسل فيما بعد إلى الحاكم، الذي يجب أن يبت بقراره النهائي خلال شهر واحد. وفي حال موافقته، سيطلق سراح سرحان، مع وضع العديد من القيود على حياته، مثل التسجيل في برنامج منع تعاطي الكحول والإقامة في منزل واحد لمدة ستة أشهر، بالإضافة إلى قيود أخرى.

 

skynewsarabia.com