ومؤخرا التقط المصور البرازيلي الشهير دومينيغوس بيكسوتو صورا مؤلمة، لفقراء يبحثون عن فتات اللحم وسط أكوام من العظام وبقايا جثث الحيوانات، كان لها صدى واسع في أنحاء أكبر بلد في أميركا اللاتينية.
ونشرت الصور في عدد من وسائل الإعلام البرازيلية، منها صحيفة “إكسترا” المحلية واسعة الانتشار، مع عنوان “البرازيل 2021.. ألم الجوع”، فأثارت موجة من الغضب وصلت أصداؤها إلى البرلمان.
وخلال جلسة استماع حول كارثة كورونا في البرازيل، قال السناتور اليساري أومبرتو كوستا إن صور بيكسوتو سلطت الضوء على “المأساة الاجتماعية التي تكشفت في عهد (الرئيس جاير) بولسونارو. البطالة آخذة في الارتفاع. عدم المساواة آخذ في الازدياد. الفقر يرتفع. لقد عاد الجوع. هذا ما فعلته هذه الحكومة ببلدنا”.
والتقطت الصور من شاحنات تنقل العظام وبقايا جثث الحيوانات إلى مصنع للأعلاف والصابون، في ريو دي جانيرو.
وقال أحد سائقي الشاحنات، ويدعى خوسيه ديفينو سانتوس لـ”إكسترا”: “في بعض الأيام أريد أن أبكي. كان الناس في السابق يأتون إليّ ويطلبون قطع العظام لكلابهم، الآن يطلبونها لتحضير الطعام لأنفسهم”.
ونقلت صحيفة “غارديان” البريطانية عن دينيس دا سيلفا، وهي عاملة نظافة تبلغ من العمر 51 عاما، إنها بحاجة إلى إطعام أبنائها الخمسة وأحفادها الـ12 الذين يعيشون ظروفا صعبة.
وتابعت: “مر وقت طويل منذ آخر مرة رأيت بها القليل من اللحم. كان هذا قبل الوباء”.
ويعاني نحو 19 مليون برازيلي من الجوع منذ بداية تفشي كورونا، الذي أودى بحياة نحو 600 ألف شخص في أنحاء البلاد.
والسبت خرج الآلاف إلى شوارع ريو دي جانيرو للتنديد بتردي الأوضاع المعيشية، ملقين باللوم على بولسونارو، الرئيس اليميني الذي كانت له آراء مثيرة للجدل بشأن “كوفيد 19”.
وألقى خوسيه مانويل فيريرا باربوسا، مصمم الديكور البالغ من العمر 63 عاما من الضواحي الشمالية الفقيرة لريو، باللوم على الرئيس في أزمة الجوع التي تعيشها البرازيل.
وقال أثناء مشاركته في الاحتجاجات: “الأمور صعبة حقا في الوقت الحالي. بعض الناس يأكلون العظام والبعض الآخر ليس لديهم ما يأكلونه على الإطلاق”.
كما أكد أليكس فريشيت، وهو فنان يبلغ من العمر 43 عاما كان يحمل إحدى لوحاته التي تظهر بولسونارو وهو يضحك بجانب 3 أطفال يمسكون بأوعية مليئة بالعظام: “إنه أمر غير إنساني”.