نحتفل هذا العام بمرور 125 عاما من الأغاني الناجحة والمحفورة في ذاكرتنا من خلال تراث حافل من الأعمال السينمائية المصرية، سيتم تقديمها من خلال مجموعة من الحفلات الموسيقية التي تقدمها مجموعة MBC بالتعاون مع شركة RMC بداخل قصر عابدين تحت اسم “صوت السينما” يومي الجمعة والسبت 29، 30 أكتوبر الجاري، بمشاركة مدحت صالح، وريهام عبد الحكيم، بمصاحبة أوركسترا القاهرة السيمفوني بقيادة المايسترو ناير ناجي.
كعادتها تحاول دائما مجموعة MBC أن تتميز في كل ما تقدمه من محتوى لجمهورها من المحيط للخليج، وذلك بعد أن أقامت حفلات لكوكب الشرق أم كلثوم وعبد الحليم حافظ بالتعاون مع شركة RMC على المسرح بتقنية الهولوجرام، وحققت الحفلات نجاحاً كبيراً وحضوراً جماهيرياً لافتاً، تعود لتقدم حفلات “صوت السينما” والتي سيقدم من خلالها النجوم ما يمكن أن يقال إنه بمثابة تكريم لتلك الأعمال السينمائية التي قدمت على مدار 125 عاما من خلال مجموعة من الأغاني الخالدة المنتقاة منها “عشانك يا قمر” لعبد الحليم حافظ من فيلم أيام وليالي، و”قلبي دليلي” لليلى مراد من فيلم “قلبي دليلي”، و”الدنيا ريشة فيهواه” لسعد عبد الوهاب من فيلم “علموني الحب”، وغيرها والذي تم الإعلان عن تفاصيله في مؤتمر صحافي ضخم.
“منذ صغري كان دائما يراودني أن أغاني تراثنا القديم لكبار الفنانين مثل محمد فوزي وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ ونجاة وسعاد حسني، وغيرها من أغنيات تراثنا في السينما المصرية، يمكن أن تكتب بشكل أوركسترالي متعدد الأصوات والألوان الموسيقية” كانت تلك الكلمات التي بدأ بها الموسيقار ناير ناجي في تصريحاته مع موقع “العربية.نت”، مشيرا إلى أن “موسيقانا الشرقية تحتاج أن تقدم بتوزيعات جديدة من خلال استخدام طرق جديدة للموسيقى لأنها تحمل قيمة كبيرة لثقافتنا المصرية”.
وقال: “بدأت منذ شهور بعمل توزيعات جديدة للأغاني التي سيتم تقديمها في الحفل بتوزيع أوركسترالي جديد للأستاذ أحمد الموجي وبذلنا مجهودا كبيرا جدا حتى نقدم هذا المستوى الفني الراقي، فلقد حاولنا تجميع كل تراثنا القديم من أغنيات للفنانين الكبار، بالإضافة إلى افتتاحيات الأفلام من الموسيقى الشهيرة، والتي يزيد عمرها عن 125 عاما”.
وأضاف: “في الحقيقة كان لدي حيرة حول الأغاني التي قدمت في تلك الفترة في الخلط بين ما هو ثقافة وما هو ترفيه، وأنا أرى أن أغاني التراث كما نطلق عليها من الأمور القليلة التي تجمع بين الأمرين، فهي تجمع بين القيمة والاستمتاع بالموسيقى”.
بينما أكد الفنان مدحت صالح في تصريحاته لموقع “العربية.نت” أن “الأغاني التي سنقدمها في الحفل غير مستهلكة ولم أقدمها من قبل، فنحن نحاول من خلال هذا الحفل تقديم فكرة لم تقدم من قبل ولم يرها أو يسمعها الجمهور الذواق لأغاني التراث في أي مكان من قبل، سأغني لمحمد قنديل ومحمد فوزي وعبد الحليم حافظ أغنيات للمرة الأولى في حفل “صوت السينما”، وأتوقع أن يتجاوب الجمهور مع هذه الحفلات بصورة كبيرة، فالسينما المصرية شكلت وجداننا عبر تاريخها الطويل ليس فقط في مصر بل بالمنطقة العربية بالكامل، وكل الأجيال عاشت لحظات من الاستمتاع مع تلك الأغاني التي عشقناها جميعا، وارتبط الكثير منها بذكريات خاصة بداخلنا، وما زالت تطربنا كلما استمعنا إليها، فلو لم تكن صادقة لما عاشت بيننا كل هذه السنوات”.
وأضاف صالح أنه سعيد بأن يكون له دور في هذا الحدث الفني الكبير، وهو يعتقد أنها إحدى المحطات المهمة في مشواره الفني، فلقد كان دوما يحلم بتقديم أغاني الأفلام الكلاسيكية منذ زمن وبالفعل قام بتنفيذ حفل واحد ولكن التجربة لم يُكتب لها النجاح بسبب صعوبات في التمويل لذلك ما إن عُرض عليه هذا الحفل تحمس له كثيرًا، ووجه الشكر “لمجموعةMBC” على الاختيار الموفق للفكرة ولمكان الحفلات. كما أشاد بالتعاون مع ريهام عبد الحكيم التي يعتبرها أيقونة وشريكة نجاحه في الأوبرا، كذلك التعاون مع المايسترو ناير ناجي الذي طالما تابع أعماله.
وعلى الجانب الآخر، أكدت الفنانة ريهام عبد الحكيم في تصريحات خاصة لـ”العربية.نت” أنها سعيدة بترشيحها للمشاركة في هذا الحدث المهم موسيقيا، وإنها شعرت بمسؤولية كبيرة من الترشيح ، لأن السينما المصرية جزء أصيل في تكوين الكثير من مُحبي الفنون والثقافة في مصر والعالم العربي، وأغلب الجمهور مرتبط بقوة بالأفلام السينمائية الغنائية.
وأكدت “مثل أي فتاة مصرية كنت أتمنى أن أرى نفسي مثل ليلى مراد وغيرها من نجمات الزمن الجميل وتحقق الحلم مع هذا المشروع، فلقد بذلنا مجهودا كبيرا في اختيار الأغاني وأسلوب تقديمها لنتمكن من تحقيق متعة مُختلفة للجمهور، فكل مطرب من الجيل الحالي يتمنى أن يكون له بصمة في السينما، ولقد تمنيت أن تعود الأفلام الغنائية مرة أخرى وتتاح الفرصة لأجيال جديدة من الفنانين لتقديم أعمال جديدة راقية تضاف لتاريخ السينما الحافل”.
أما عماد صليبي مدير الفعاليات في مجموعة MBC فقال “نشعر بالفخر أننا نقدم هذه التجربة المختلفة بل ونحتفل بمُختارات من أبرز الأعمال الغنائية في التراث السينمائي العربي”، وقال إن التحضير لهذا الحفل استغرق عدة أشهر ليخرج فى أفضل صورة، وأكد أن “السينما وأغانيها الشهيرة حاضرة في ذاكرة كل منا ونحن حريصون في”مجموعة MBC” على إقامة الحفلات بصورة تليق بتاريخ السينما المصرية العريق المُمتد لأكثر من مائة عام”.
وأشار إلى أن “النجاح الكبير الذي واكب حفلات الهولوجرام لكوكب الشرق “أم كلثوم” شجعنا على استمرار إقامة الحفلات في قصر عابدين التاريخي”، وأكد أن حفلات”صوت السينما” ستتجدد إقامتها في عدد من المُدن العربية خلال الفترات المُقبلة، كما أن هناك خطة للتوسع في مختلف المحافظات ابتداءً من العام القادم.