فهذا التحالف من الأزمات تضغط على عشرات الآلاف من الأسر لاتخاذ أصعب قرار، وهو حرمان أولادهم من فرص التعليم الذي قد يضمن لهم مستقبلا أفضل.

ونشر موقع “إيران واير” المعارض أن تصريحات القائم بوزير التعليم الإيراني علي رضا كاظمي، عن تسرب 970 ألف طالب من المدارس في العام الدراسي الحالي، غير واقعية، وأن المتسربين أكثر من ذلك بكثير.

وتحدث القائم بوزير التعليم عن ارتفاع ظاهرة تسرب الأطفال من التعليم، قائلا: “تظهر الإحصائيات حاليا أن حوالي 210.000 طالب ابتدائي وحوالي 760.000 طالب ثانوي قد تسربوا، وهي إصابة خطيرة، ونحن بحاجة إلى خطة والتركيز عليها”.

وأضاف كاظمي في تصريحات لصحيفة “جهان صنعت”، أن هناك سببا آخر لتسرب الطلاب، وهو التكلفة العالية للمواد الأساسية للطالب مثل الكتب، والحقائب، والقرطاسية، والتي لا تستطيع العديد من العائلات تحملها، حيث أصلحت العديد من العائلات عاطلة عن العمل مع توسع كورونا، مما يجعل هذه العائلات غير قادرة على تحمل مصاريف التعليم في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها البلاد.

وتابع القائم بوزير التعليم أن تفشي فيروس كورونا في البلاد، يعد واحدا من أهم أسباب تسرب الطلاب عن التعليم.

ويقدر عدد الطلاب في إيران بـ14 مليون طالب في مراحل التعليم الأساسي، وعدد معلميهم 1.2 مليون معلم.

وسبق أن ذكر أحمد توكلي، عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام (حكومي)، أن 60 بالمئة من سكان إيران تحت خط “الفقر الافتراضي”، وأنه إذا لم تساعدهم الحكومة بما يلزم “فقد يحدث شيء لا ينبغي أن يحدث”، وفق ما نقل موقع “إيران إنترناشونال” المعارض.

ظاهرة “مزعجة”

ويعلق أستاذ القانون السابق بالجامعات الإيرانية الناشط الأحوازي، سيد علي الطباطبايي، لـ”موقع سكاي نيوز عربية” بأنه بسبب انتشار كورونا والحالة الاقتصادية وضعف القدرة على التعامل مع التكنولوجيا تسرب 13 بالمئة من الطلاب من المدارس.

ولفت الطباطبايي إلى أن المناطق البدوية والريفية أكثر المناطق التي شهدت تسربا من المدارس بسبب نقص الأجهزة اللوحية وخدمة الإنترنت، مضيفا: “بل كانت هناك مناطق ليس بها كهرباء وتلفزيون، لذلك تسربوا من المدرسة بسهولة”.

ويقول المحلل السياسي الإيراني فرزاد بوناش، إن تسرب الطلاب من التعليم أصبح “ظاهرة ملفتة ومزعجة”، متفقا مع الطباطبايي في الأسباب.

وأضاف لـ”سكاي نيوز عربية” أن التقديرات تشير إلى تسرب نحو 3 ملايين ونصف المليون من التعليم، محذرا من أن عدم تصحيح هذه الأوضاع، بالإضافة إلى احتجاجات المعلمين على أوضاعهم المعيشية والتهديد بالإضراب، ينذر بارتفاع معدل التسرب إلى نحو خمسة ملايين طالب.

ويربط بوناش بين ارتفاع معدل البطالة وتدني الرواتب وبين أزمة التسرب ويقول: “أصبحت العائلات الإيرانية غير قادرة على سد احتياجاتها اليومية، ومنها شراء الكتب وحقائب الظهر والأقلام وما إلى ذلك”.

وشهدت إيران في أكتوبر الماضي مظاهرات واسعة للمعلمين في أكثر من 30 مدينة، احتجاجا على تدني رواتبهم وأوضاعهم المعيشية، في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تعانيها البلاد، وذلك ضمن سلسلة احتجاجات نقابية وعمالية أخرى، خاصة بعد زيادة التضخم وأزمة جفاف المياه في بعض المناطق.

skynewsarabia.com