جدّد في قبل 27 دقيقة
أدانت الولايات المتحدة إجراء تجربة صاروخية روسية وصفتها بأنها “خطيرة وغير مسؤولة” شكلت تهديدا لحياة طاقم العمل على متن المحطة الفضائية الدولية.
وأسفرت التجربة عن تفجير أحد الأقمار الصناعية الروسية، مخلفا بعض الحطام مما اضطر طاقم المحطة الفضائية الدولية إلى الاحتماء داخل كبسولات.
ويوجد على متن المحطة الدولية سبعة أفراد يشكلون طاقم العمل الحالي، من بينهم أربعة من الولايات المتحدة، وواحد من ألمانيا، واثنان من روسيا.
وتسير المحطة الفضائية الدولية في مدار على ارتفاع نحو 420 كيلو مترا.
وقال نيد برايس، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، في بيان صحفي مقتضب بشأن الواقعة: “في وقت سابق من اليوم، قام الاتحاد الروسي بإجراء متهور تضمن تجربة صاروخ مضاد للأقمار الصناعية على أحد الأقمار الصناعية المملوكة له”.
وأضاف: “نتج عن هذه التجربة 1500 قطعة من الحطام المداري الذي يمكن تعقبه ومئات الآلاف من قطع الحطام الأصغر حجما التي تهدد مصالح جميع الدول” في المحطة الفضائية.
لكن وكالة الفضاء الروسية “روسكوزموس” قللت من شأن خطورة الحادث.
وقالت روسكوزموس: “ابتعد الجسم، الذي أجبر الطاقم على دخول المركبات الفضائية اليوم كإجراء وقائي، عن مدار المحطة الفضائية الدولية. وتوجد المحطة الآن في المنطقة الخضراء”.
ومرت المواد مجهولة المصدر التي تناثرت في مدار المحطة الدولية دون وقوع خسائر، لكن التركيز في الوقت الراهن على المصدر الذي أتت منه تلك الأشياء.
ويبدو أن تلك المواد جاءت من حطام قمر التجسس الروسي كوزموس-1408، وهو قمر صناعي روسي للتجسس أُطلق عام 1982 ويزن أكثر من طن وتوقف عن العمل منذ سنوات عدة.
وقالت شركة ليولابس، شركة لتتبع الحطام الفضائي، إن أجهزة الرادار الخاصة بها في نيوزيلندا رصدت عدة أجسام في المكان الذي كان من المفترض أن القمر الصناعي المتوقف عن العمل يوجد فيه.
مع ذلك، يرى المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن الخطر الذي تشكله التجربة الصاروخية الروسية لا يزال قائما.
وقال برايس: “زادت هذه التجربة المخاطر التي يتعرض لها رواد الفضاء الموجودين على سطح المحطة الفضائية الدولية علاوة المخاطرة التي يتعرض لها نشاط السفر إلى الفضاء بصفة عامة”.
وتابع: “يقوض السلوك الخطير غير المسؤول استدامة السفر إلى الفضاء الخارجي على المدى الطويل ويوضح بما لا يدع مجالا للشك أن مزاعم معارضة روسيا لتسليح الفضاء ما هي إلى ادعاءات تتسم بالخداع والنفاق”.
وشدد على أن الولايات المتحدة سوف تعمل مع شركائها وحلفائها من أجل الرد على هذا السلوك غير المسؤول.
وهناك عدد من الدول بإمكانها إطلاق أقمار صناعية من الأرض، من بينها الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، والهند.
ويندر إجراء مثل هذه التجارب الصاروخية، لكنه دائما ما يثير إدانات على نطاق واسع عندما يحدث لما يسببه من تلوث يلحق أضرارا بالجميع.
يُذكر أنه عندما دمرت الصين أحد الأقمار الصناعية القديمة، التي توقفت عن العمل بعد أن كان يستخدم في رصد الأوضاع المناخية، في 2008، خلفت تلك العملية أكثر من 2000 قطعة من الحطام المداري القابل للرصد. ولا تزال تلك المواد تشكل خطرا على البعثات الفضائية، بما فيها البعثات الصينية نفسها.
وقال براين ويدين، الخبير الفضائي، في وقت سابق إنه إذا تأكد أن روسيا أجرت تجربة تهدد المحطة الفضائية الدولية، سوف يُعد ذلك سلوكا “غير مسؤول”.
وتحتل المحطة الدولية مدارا في الفضاء يحرص غيرها من مشغلي المركبات والمعدات في الفضاء على جعله خاليا طوال الوقت من المركبات والمعدات سواء التي لا تزال تعمل أو تلك التي خرجت من الخدمة.
مع ذلك، يحرص رواد الفضاء على اتباع إجراءات احترازية عندما تقترب من هذا المدار شظايا من الأقمار الصناعية والصواريخ القديمة.
وتعني السرعة التي تتحرك بها تلك الشظايا أنه يمكنها بسهولة اختراق جدران وحدات المحطة الفضائية.
وتتضمن تلك الإجراءات الاحترازية عادة إغلاق البوابات بين الوحدات، مثلما حدث يوم الاثنين، والصعود إلى الكبسولات التي نقلتهم إلى المحطة. وتبقى تلك الكبسولات مرتبطة بجسم المحطة الدولية طوال فترة عمل أفراد الطواقم المختلفة لاستخدامها “كقوارب نجاة” حال الحاجة إلى الهروب السريع.