وعثر على ضحايا في كل طبقة من طبقات المبنى المشيد من الطوب. وتصاعد الدخان إلى أعلى المبنى الذي يضم 19 طبقة بعد اندلاع الحريق في شقة دوبلكس في الطبقتين الثانية والثالثة، وفقا لرجال الإطفاء.
وقال مسؤولون بمدينة نيويورك إن الحريق نجم عن عطب في جهاز تدفئة بإحدى الشقق. وأكد مسؤول الإطفاء في المدينة دانييل نيغرو، خلال مؤتمر صحافي، أن المحققين “حددوا على أساس الأدلة المادية والشهادات الأولى للسكان أن الحريق اندلع من غرفة نوم ومن جهاز تدفئة احتياطي”.
وأوضح نيغرو أنه بعد اندلاع الحريق في شقة دوبلكس تقع في الطبقتين الثانية والثالثة، “وجد رجال الإطفاء أنفسهم في مواجهة نيران مشتعلة في الممرات: دخان شديد ونيران كثيفة جدا”.
واجتاح الدخان المبنى بكامله و”عثر رجال الإطفاء على ضحايا في كل طابق وأجلوهم وهم في حالات من السكتة القلبية والفشل التنفسي”، على قول نيغرو.
بدوره قال رئيس بلدية نيويورك إريك آدامز، الذي حضر إلى المكان، على الهواء مباشرة: “سيكون هذا واحدا من أسوأ الحرائق في تاريخنا. نعلم أن لدينا 19 شخصا لقوا مصرعهم فضلا عن كثيرين آخرين في حال حرجة وأكثر من 63 مصابا”. ولاحقا أكد آدامز عبر تويتر أن هناك تسعة قصّر بين القتلى.
وتحدث رئيس البلدية الجديد، وهو شرطي سابق من أصول إفريقية تولى منصبه في الأول من يناير، عن “مأساة حقيقية للمدينة وليس لحي برونكس فحسب”.
روايات “مروعة”
وأظهرت مشاهد بثت على مواقع التواصل الاجتماعي ألسنة نيران هائلة ودخانا أسود كثيفا يتصاعد من نافذة مبنى يضم طبقات عدة في حي برونكس المترامي في شمال نيويورك.
ونجت ديليني رودريغيز (38 عاما) وهي واحدة من سكان المبنى، مع كامل أفراد عائلتها، من الحريق، لكنها “منهارة” من جرّاء ما شاهدته وسمعته.
وقالت لتلفزيون وكالة فرانس برس: “كان كثير من الأطفال يبكون ويصرخون طلبا للنجدة”، وقد سمعتهم من نافذتها التي فتحتها لتجنب الاختناق.
وروى ميغيل إنريكي، وهو ساكن آخر في الطابق الحادي عشر من المبنى مصاب بالربو، لفرانس برس أنه أمسك معطفا و”نزل بالمصعد” لأن الردهة كانت سوداء من شدة الدخان.
وتحدث جورج كينغ وهو من سكان بناية مجاورة، لفرانس برس عن مشهد من “الفوضى”، قائلا إنه “رأى الكثير من الناس وقد تملكهم الذعر”.
200 رجل إطفاء
وكان عناصر الإطفاء الذين تم استدعاؤهم إلى المكان نحو الساعة 11:00 (16:00 ت غ) أشاروا في حصيلة سابقة إلى إصابة ثلاثين شخصا، قبل أن ترتفع الحصيلة الموقتة في وقت لاحق إلى 19 قتيلا.
وتدخل مئتا رجل إطفاء في هذا المبنى وسيطروا على النيران في غضون ساعتين.
وقال آدامز، وهو ديمقراطي وسطي انتُخب على أساس برنامج لمكافحة الجريمة والتفاوت الاقتصادي والاجتماعي في نيويورك، “إنه حقا يوم فظيع بالنسبة إلينا”.
وأسفر حريق الأربعاء الماضي في مبنى سكني في فيلادلفيا، عن مصرع 12 شخصا، من بينهم ثمانية أولاد.
وتعاني نيويورك، التي يقيم فيها نحو تسعة ملايين نسمة، أزمة سكن في كثير من أحيائها، فضلا عن تقادم مبان عدة وافتقارها إلى الصيانة اللازمة.