وبدت الأزمة في “وضع تريث”، خلال الأيام الأخيرة، بعدما أكدت وزارة الخارجية الأميركية تقديم ردود مكتوبة إلى روسيا، بشأن “ضمانات أمنية” طالبت بها موسكو.
ولم تلق الردود الأميركية استحسانا لدى روسيا التي قالت إن واشنطن لم تأخذ ما طالبت به في الحسبان، لكن موسكو قالت إنها لن تستعجل في عملية التقييم.
في غضون ذلك، دافعت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” عن تأهبها واستعدادها لاحتمال إقدام روسيا على غزو أوكرانيا، مؤكدة تقديم دعم من ملايين الدولارات للبلد الأوروبي.
وأشار متحدث باسم البنتاغون أيضا إلى تفاصيل لخطط أميركية بشأن إرسال قوات إلى منطقة أوروبا الشرقية لأجل دعم الأمن هناك.
وأوضح المتحدث جون كيربي أن الولايات المتحدة ظلت تراقب التحرك العسكري الروسي على الحدود مع أوكرانيا طيلة أشهر.
وكشف البنتاغون لأول مرة عن احتمال إرسال الآلاف من القوات الأميركية إلى هذه المنطقة “الملتهبة” مع روسيا، على أن تشمل عناصر مما يعرف بالفيلق الثامن عشر المحمول جوا، إلى جانب الفرقة 82 والفيلق 101 وفرقة المشاة الرابعة.
وبحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، فقد جرى وضع هؤلاء العناصر من الجيش على أهبة الاستعداد، ومن المحتمل أن يكونوا من أوائل من يغادرون صوب منطقة شرق أوروبا، في إطار الأزمة المتواصلة مع أوكرانيا.
من ناحيته، اتهم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الولايات المتحدة باستخدام أوكرانيا لأجل إذكاء التوتر مع روسيا، قائلا إن الردود الأميركية لم تتفاعل بشكل إيجابي مع ما يشغل موسكو.
وشدد على أن ما يشغل روسيا هو تمدد حلف شمال الأطلسي “الناتو” شرقا، فضلا عن نشر أسلحة هجومية قادرة على أن تشكل تهديدا للأراضي الروسية.
تاريخ الغزو
من جانبها، قالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان، يوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة تعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن مستعد لاستخدام القوة ضد أوكرانيا بحلول منتصف فبراير المقبل، رغم الضغوط الساعية للحؤول دون ذلك.
وقالت شيرمان، خلال منتدى “لا فكرة لدي بشأن إن كان اتخذ القرار النهائي، لكننا بالتأكيد نرى أن كل مؤشر يدل على أنه سيستخدم القوة العسكرية في وقت ما، ربما (بين) الآن ومنتصف فبراير”.
وأضافت الدبلوماسية التي التقت نظيرها الروسي، في وقت سابق هذا الشهر، في فيينا لتحذير موسكو من غزو جارتها، أن خطط بوتن قد تتأثر بأولمبياد بكين، الذي ستقاطعه الولايات المتحدة وعدد من حلفائها بسبب “اعتبارات حقوقية”.
وقالت شيرمان في تصريحاتها لمنتدى “يالطا للاستراتيجية الأوروبية” “نعرف جميعنا أن أولمبياد بكين ينطلق في الرابع من فبراير، حفل الافتتاح، ومن المقرر أن يحضر الرئيس بوتن”.
تأهب روسي
ويقول الغرب إن روسيا حشدت أكثر من 100 ألف جندي على حدود أوكرانيا، ويستعد لغزوها، بينما ينفي الكرملين تلك التقارير.
وأعلنت موسكو عن مناورات بحرية شاملة بمشاركة أكثر من 140 سفينة حربية ونحو عشرة آلاف عسكري ستجرى بين يناير وفبراير في المحيط الأطلسي ومنطقة القطب الشمالي والمحيط الهادئ والبحر المتوسط.
وتقول موسكو إن الغاية الرئيسية من هذه المناورات هو تحسين قدرات القوات البحرية والجوية على حماية المصالح الروسية في المحيط العالمي.
ورغم أن المناورات تأتي في خضم الأزمة المتصاعدة مع أوكرانيا، إلا أن روسيا أكدت أن التدريبات المزمعة جزء من خطة التدريب السنوية للجيش 2022.
أجرت روسيا مناورات حربية مشتركة في المحيط الهندي مع كل من الصين وإيران.
وحرّكت روسيا 6 سفن إنزال حربية من بحر البلطيق بتجاه البحر الأسود، وفقما قال الغرب الذي أشار إلى أن التحرك كان مفاجئا، خاصة أنه لم يمض وقت طويل على نشر تلك السفن في البلطيق.
وفي داخل روسيا، أطلق الجيش مناورات شاركت فيها مقاتلات حربية من طراز “سوخوي -25” في ثلاث مناطق متفرقة من البلاد.