ومنذ توليه منصبه قبل عام، تكاثرت زلات لسان بايدن بشكل واسع وسط قلق متنام بالدوائر السياسية الأميركية بشأن الحالة الصحية واللياقة الذهنية لأكبر رئيس للولايات المتحدة سنا (79 عاما).
وقال بايدن من القلعة الملكية في وارسو، تعليقا على الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، إن بوتن “لا يمكن أن يظل في السلطة”، معتبرا أن “حربه على أوكرانيا بمثابة فشل استراتيجي لموسكو”، وأكد أن روسيا “لن تكون ضمن الدول العشرين الأقوى اقتصاديا في المستقبل بسبب الحرب في أوكرانيا“.
ويقول خبير قضايا الأمن الدولي جاسم محمد، إن ما تحدث به بايدن من وارسو عن ضرورة إنهاء حكم بوتن “كان خارجا عن اللياقة والدبلوماسية ولاقى انتقادات كثيرة من قبل موسكو”.
وأضاف في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “واشنطن تداركت الأمر سريعا عبر توضيح من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أنه لا توجد استراتيجية لتغيير أو إنهاء حكم بوتن كون ذلك يمثل تدخلا في السياسة الروسية”.
وحول ما إذا كانت إطاحة بوتن من مصلحة الولايات المتحدة، قال محمد إن “الأمر خارج قدرة الولايات المتحدة، لكن من دون شك فإن وجود بوتن يمثل إزعاجا كبيرا للإدارة الأميركية، لأنه يتخذ سياسات جريئة لصالح بلاده وله مواقف صلبة أمام واشنطن، ويؤمن بسياسات فرض الأمر الواقع كما حدث في أوكرانيا”.
وفي السياق ذاته، قال المحلل العراقي هاشم عبد الكريم، إن “زلة لسان بايدن تعكس نوايا أميركا وأهدافها، وما الحرب الأوكرانية الحالية إلا إحدى الأدوات الفعلية لتغيير النظام في روسيا عبر هز شعبية بوتن وتقديم دعم كبير لكييف، مما يزيد خسائر موسكو ويهز ثقة الروسيين في قدرات جيشهم، وكذلك انعكاسات العقوبات على الداخل الروسي”.
وأضاف عبد الكريم لموقع “سكاي نيوز عربية”: “لولا حرب أوكرانيا ما كان بإمكان الولايات المتحدة جمع كل هذا الحشد الأوروبي ضد روسيا، ومن ثم تدمير علاقات واقتصاد موسكو مع القارة بما يحقق مصالح واشنطن”.
وأشار إلى أن حرب أوكرانيا “مستنقع وقعت فيه روسيا بتكتيك أميركي حتى لا تحارب على عدة جبهات وتتفرغ واشنطن لمواجهة نفوذ الصين”، مؤكدا أن “موسكو تحتاج سنوات عدة حتى تعود لمكانتها اقتصاديا بعدما واجهت أكبر حزمة عقوبات في تاريخها”.
ماكرون يتنصل وشولتز ينفي
وتعليقا على تصريحات بايدن، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى التحلي بضبط النفس “قولا وفعلا” أثناء التعامل مع الصراع الأوكراني.
وأضاف ماكرون لمحطة “فرنسا 3” التلفزيونية، الأحد: “لم أكن لأستخدم هذا النوع من الكلمات لأنني أواصل الحوار مع بوتن”، في إشارة إلى مكالمات هاتفية “عصيبة” جرت بين الرئيسين مؤخرا لمناقشة الحرب الدائرة في أوكرانيا.
كما قال المستشار الألماني أولاف شولتز، إن تغيير النظام في روسيا “ليس هدف حلف شمال الأطلسي (ناتو) ولا هدف الرئيس الأميركي”.
وأضاف شولتز لقناة “إيه آر دي” الألمانية: “سنحت لي الفرصة للتحدث معه (بايدن) مطولا في البيت الأبيض وناقشنا هذه القضايا أيضا”.
وردا على سؤال من أحد المراسلين عما إذا كان يدعو لتغيير النظام في روسيا، قال الرئيس الأميركي لدى مغادرته كنيسة في واشنطن بعد حضور قداس: “لا”، في استدراك على ما يبدو لما سببته كلماته من لغط.
ومنذ بداية العملية العسكرية في فبراير الماضي، فرضت الولايات المتحدة وأوروبا وبريطانيا وعدة دول آسيوية عقوبات هي الأكبر في التاريخ على روسيا، كان من بينها عزل موسكو عن نظام سويفت وحظر توريد النفط الروسي إلى الولايات المتحدة، إضافة إلى عقوبات طالت كافة المؤسسات والأفراد من بينهم بوتن ومقربون منه.