ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الهجوم على كراماتورسك في إقليم دونيتسك بشرق البلاد بأنه هجوم متعمد على المدنيين.
وقدر رئيس بلدية المدينة عدد من كانوا متجمعين هناك وقت الهجوم بنحو 4000 شخص.
وأدانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا الحادث، الذي وقع في نفس اليوم الذي زارت فيه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين العاصمة الأوكرانية كييف لإظهار التضامن وتسريع انضمام أوكرانيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي.
وقال زيلينسكي في مقطع مصور نُشر في ساعة متأخرة من مساء الجمعة: “نتوقع ردا عالميا قويا على جريمة الحرب تلك”.
وأضاف: “أي تأخير في تقديم… أسلحة لأوكرانيا وأي رفض لا يعني سوى أن السياسيين المعنيين يريدون مساعدة القيادة الروسية أكثر منا”، داعيا إلى فرض حظر على الطاقة وعزل جميع البنوك الروسية عن النظام العالمي.
وقال حاكم المنطقة بافلو كيريلينكو إنه تم استهداف المحطة بصاروخ باليستي قصير المدى من طراز (توشكا يو) يحتوي على ذخائر عنقودية، والتي تنفجر في الجو وتطلق قنابل صغيرة مميتة على مساحة أوسع.
وتسبب الاجتياح الروسي المستمر منذ أكثر من 6 أسابيع في فرار أكثر من 4 ملايين شخص إلى الخارج وقتل وجرج الآلاف فضلا عن تشريد ربع السكان وتحويل مدن إلى أنقاض كونه استغرق حتى الآن فترة أطول مما توقعتها روسيا.
واستخدام الذخائر العنقودية محظور بموجب اتفاقية أبرمت عام 2008، ولم توقع روسيا على الاتفاقية، لكنها نفت في السابق استخدام مثل هذه الذخائر في أوكرانيا.
صاروخ باليستي
وفي واشنطن، قال مسؤول عسكري أميركي كبير إن الولايات المتحدة تعتقد أن روسيا استخدمت صاروخا باليستيا قصير المدى لضرب محطة السكك الحديدية في شرق أوكرانيا.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه: “لا ينطلي علينا نفي الروس مسؤوليتهم”.
وفي موسكو نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن الصواريخ التي تشير تقارير إلى أنها أصابت المحطة، غير مستخدمة سوى في الجيش الأوكراني، وإن القوات المسلحة الروسية لم يكن لها أهداف محددة في كراماتورسك يوم الجمعة.
وتنفي روسيا استهداف المدنيين منذ أمر الرئيس فلاديمير بوتن بالاجتياح في 24 فبراير في “عملية عسكرية خاصة” ترمي إلى نزع سلاح أوكرانيا و”اجتثاث النازية” فيها.
وترفض أوكرانيا والغرب موقف الكرملين باعتباره ذريعة لاجتياح غير مبرر.
ويتوقع مسؤولون أوكرانيون أن تعيد روسيا تجميع قواتها بعد الانسحاب من ضواحي العاصمة كييف، في مسعى جديد لمحاولة السيطرة الكاملة على المناطق الشرقية من دونيتسك ولوغانسك التي يسيطر عليهما جزئيا الانفصاليون المدعومون من موسكو منذ 2014.
وقال الكرملين يوم الجمعة إن “عمليته الخاصة” يمكن أن تنتهي في “المستقبل القريب” مع تحقيق أهدافها من خلال العمل الذي ينفذه كل من الجيش الروسي ومفاوضي السلام الروس.
وقال البيت الأبيض إنه سيدعم مساعي التحقيق في الهجوم الذي وقع في كراماتورسك والذي وصفه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بأنه يظهر “مدى العمق الذي غاص فيه جيش بوتن المتفاخر”.
ولقي 52 شخصا على الأقل حتفهم حتى الآن في الهجوم وفقا لما ذكره بافلو كيريلينكو رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في دونيتسك.