قتل فلسطينيان صباح الخميس في العملية العسكرية للقوات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة المستمرة لليوم السادس على التوالي في أعقاب هجوم مميت نفذه فلسطيني في تل أبيب، على ما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية.
وأعلنت الوزارة في بيان “استشهاد شابين متأثرين بإصابتهما نتيجة العدوان الإسرائيلي على محافظة جنين”.
وبحسب مصادر محلية، فإن الشابين مصطفى أبو الرب وشأس الكممجي قتلا خلال اشتباكات في قرى واقعة في محيط مدينة جنين، معقل الحركات المسلحة الفلسطينية في شمال الضفة الغربية.
والكممجي هو شقيق الأسير الفلسطيني أيهم الكممجي، الذي كان من بين الأسرى الستة الذين فروا في سبتمبر الماضي من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد الحراسة عبر نفق حفروه أسفل السجن قبل أن يعاد اعتقالهم لاحقا.
وشيّع آلاف الفلسطينيين الشابين اللذين لف جثمان أحدهما بالعلم الفلسطيني بينما لف جثمان الثاني بوشاح حركة الجهاد الإسلامي.
وبدأ الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية الواسعة السبت في الضفة الغربية المحتلة قائلا إنه يتعقب مشتبها بهم على صلة، وفقا له، بالهجمات ضد إسرائيل خصوصا الهجوم الذي أودى بحياة ثلاثة أشخاص الخميس الماضي في وسط تل أبيب.
وأكد نادي الأسير الفلسطيني الخميس أن القوات الإسرائيلية اعتقلت أكثر من مئتي فلسطيني من أنحاء متفرقة في الضفة الغربية المحتلة منذ الأول من أبريل الجاري.
ومنذ 22 مارس، تعرضت إسرائيل لأربعة هجمات. ونفذ أول هجومين عرب إسرائيليون مرتبطون بتنظيم الدولة الإسلامية وآخر هجومين فلسطينيون من منطقة جنين.
وأدت هذه الهجمات في إسرائيل إلى مقتل 14 شخصا في المجموع، في حين قتل 20 فلسطينيا من بينهم عدد من منفذي هجمات في أعمال عنف متفرقة منذ ذلك الحين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس.
والأربعاء، قتل محام وشابان فلسطينيون في حوادث متفرقة في الضفة الغربية.
اجتماع طارئ
من جهتها، نعت حركتي حماس الإسلامية الحاكمة في قطاع غزة وحركة الجهاد الإسلامي “الشهداء الأبطال” الذي قضوا يومي الأربعاء والخميس.
ووصفت الحركة في بيان العملية العسكرية الإسرائيلية بأنها “محاولة يائسة لفرض الردع المزعوم بعد أن مرغ الأبطال أنفه في سلسلة عمليات نوعية هزت كيانه الهش”.
من جهتها قالت حركة الجهاد الإسلامي إن “استمرار الإجرام الصهيوني (…) لن يوفر له الأمن المزعوم على حساب دماء أبنائنا وأنه لن ينجو من ثأر المقاومين الأحرار”.
وفي تصريحات للإذاعة الرسمية الفلسطينية “صوت فلسطين” تحدث عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ عن “اجتماع طارئ للقيادة الفلسطينية خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة”.
وبحسب الشيخ “سيكون هناك موقف واضح تجاه ما يجري … القيادة بدأت تدرس جديا اتخاذ قرارات استراتيجية فيما يتعلق بما يجري على الأرض”.
قبل عشرين عاما وبعد سلسلة من الهجمات الدامية ضد الإسرائيليين، شن الجيش هجوما كبيرا في جنين قتل خلاله 53 فلسطينيا أكثر من نصفهم من المدنيين، و23 جنديا إسرائيليا في قتال عنيف استمر عشرة أيام.
من جانبه، قال وزير الأمن العام الإسرائيلي عومر بارليف خلال جولة له قرب جزء من الجدار الأمني العازل معلقا على العملية العسكرية في جنين، إنها “ستزداد كثافة”.
وقال بارليف “ما يحدث حاليا في جنين وتحديدا في مخيم اللاجئين لافت للنظر”.
من جهته، اتهم رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الأربعاء إسرائيل بارتكاب “جرائم القتل لأجل القتل وبرخصة ممنوحة من نفتالي بينيت”.
وأعلنت مدينتا رام الله وبيت لحم إضرابا عاما الخميس حدادا.
ويأتي تصاعد العنف بين الجانبين خلال شهر رمضان وقبل احتفالات عيدي الفصح اليهودي والفصح المسيحي.
العام الماضي، شهدت القدس الشرقية توترات عنيفة امتدت إلى باحات المسجد بعد تظاهرات احتجاجا على تهديد عائلات فلسطينية بالإخلاء في حي الشيخ جراح من قبل المستوطنين الإسرائيليين.
وتطورت الاحتجاجات وأدت إلى تصعيد دام مع قطاع غزة استمر 11 يوما.
يعيش في الضفة الغربية حوالى ثلاثة ملايين فلسطيني، بالإضافة إلى نحو 475 ألف إسرائيلي في مستوطنات يعتبرها المجتمع الدولي غير قانونية.