ودفعت العملية العسكرية التي شنتها روسيا في أوكرانيا، إلى تغير تاريخي في مواقف فنلندا بشأن الانضمام لحلف “الناتو”، والتي بدأت تناقش هذا الأمر منذ أسابيع، في خطوة من المحتمل أن تثير غضب موسكو.

وبقيت فنلندا محايدة خلال الحرب الباردة، في مقابل تأكيدات من موسكو بأن القوات السوفيتية لن تغزو أراضيها.

وقال ستاب، في حديث خاص لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “فنلندا ستنضم إلى الناتو، ومن المرجح أن نعبر عن نيتنا في الانضمام مع السويد في منتصف شهر مايو، ثم تدعونا قمة الناتو في مدريد أواخر يونيو المقبل للانضمام للحلف، وبعد التصديق على ذلك من قبل جميع الدول الأعضاء، نأمل أن نكون أعضاءً كاملي العضوية بحلول الأول من يناير 2023″.

وشدد على تزايد التأييد الشعبي في هلسنكي لخطوة الانضمام إلى الناتو، موضحا أن استطلاعات الرأي حول عضوية الناتو تغيرت بين عشية وضحاها منذ 24 فبراير الماضي، في إشارة إلى بداية العملية الروسية في أوكرانيا.

وأوضح رئيس وزراء فنلندا الأسبق، أن أحدث هذه الاستطلاعات أشارت إلى تأييد 68 بالمئة من المواطنين لخطوة الانضمام إلى حلف الناتو، مشددًا على أنه حينما تعلن الحكومة الفنلندية رسمياً عن نيتها بشأن الناتو “سنرى دعما بنسبة 80 بالمئة على الأقل”.

غضب روسي

وكانت موسكو قد اعتبرت أن انضمام فنلندا إلى “الناتو” سيؤدي إلى عواقب عسكرية وسياسية خطيرة.

وقال مدير القسم الأوروبي الثاني في وزارة الخارجية الروسية، سيرغي بيلياييف: “سيكون لانضمام فنلندا والسويد إلى الناتو، عواقب عسكرية وسياسية خطيرة، تتطلب مراجعة النطاق الكامل للعلاقات مع هاتين الدولتين واتخاذ إجراءات انتقامية”.

لكن ستاب لا يتفق مع المخاوف بشأن تسبب خطوة فنلندا والسويد في تفجير الأوضاع بين روسيا وأوروبا، قائلًا: “في الحقيقة ستهدأ الأمور، أو إن صح التعبير تسوية الأمور، لأن قرارنا بالانضمام إلى الناتو يزيد من الأمن في الجزء الشمالي الشرقي من أوروبا“.

وبشأن التحذير الروسي، أضاف رئيس وزراء فنلندا الأسبق: “هذا طبيعي واعتدنا عليه، إذا كانت لديك حدود تبلغ 1340 كم مع قوة إمبريالية في الأساس”.

ولفت إلى أن فنلندا تبني علاقتها مع روسيا على مزيج من المثالية والواقعية، متابعًا: “المثالية في أننا نريد التعاون مع روسيا وإدخالهم في الهياكل الدولية، أما الواقعية في أن لدينا واحدًا من أكبر الجيوش الدائمة في أوروبا باحتياطي 900 ألف شخص، و280 ألفًا يمكن تعبئتهم في غضون أيام”.

وقلل ستاب من المخاوف المحيطة بالقرار، معتبرًا إياه بأنه في الأساس يعني الاستمرار في الاندماج بالمؤسسات الغربية مثل الرابطة الأوروبية للتجارة الحرة، والاتحاد الأوروبي.

وما تزال فنلندا واحدة من دول الاتحاد الأوروبي القلائل التي لم تُنه التجنيد الإجباري، أو تخفض الإنفاق العسكري بدرجة كبيرة، رغم انتهاء الحرب الباردة.

وانضمت الدولة، التي يبلغ عدد سكانها 5.5 ملايين نسمة، إلى الاتحاد الأوروبي، وهي تقيم شراكة وثيقة مع “الناتو” لا سيما في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية والموارد.

وقال رئيس الوزراء الفنلندي السابق: “نحن أكثر توافقًا مع الناتو من معظم الدول الأعضاء فيه، وانضامنا للحلف قرار يربح فيه الجميع؛ الناتو ومنطقة بحر البلطيق وفنلندا”.

skynewsarabia.com