أكدت وسائل إعلام إسبانية أن معرض “حول أعمدة هرقل.. العلاقات الألفية بين المغرب وإسبانيا”، الذي يقام بالمتحف الأركيولوجي الوطني بمدريد، يرتحل بالزوار في سفر غير مسبوق يعيد رسم معالم التاريخ العريق الذي يجمع البلدين الجارين.

ذكرت الصحافة الإسبانية أن هذا المعرض، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والعاهل الإسباني الملك فيليبي السادس، إلى غاية 16 أكتوبر المقبل، يعرض قطعا وأغراض ثقافية غير مسبوقة تعكس الوحدة والتعايش الذي طبع العلاقات الثنائية على مر التاريخ، متناقلة أصداء هذا الحدث وأهميته في تعزيز التفاهم والوئام بين الشعبين.

فقد كتبت صحيفة “إل باييس” أن المعرض “يوفر فرصة فريدة للتعرف عن كثب على الإرث الثقافي المغربي”. وأوضحت اليومية الإسبانية أن “عمودي هرقل يمثلان حدود العوالم التي كانت تتفاعل منذ عصور ما قبل التاريخ.

ويقدم المعرض أقدم قطعة له “فينوس طانطان” التي عثر عليها في جنوب المغرب والمصنوعة من الكوارتزيت. وتعتبر هذه المنحوتة واحدة من المظاهر الفنية الأولى للإنسانية، اعتبارا لمظهرها المجسم، الطبيعي في جزء منه والناتج عن تدخل بشري في الجزء الآخر”.

وأشار كاتب المقال إلى أن القطع المعروضة بالمتحف الأركيولوجي الوطني، والتي لم يسبق لبعضها أن غادرت المغرب من قبل، تمكن من تعزيز “الحوار” الذي طالما طبع ضفتي الحوض المتوسطي، المنطقتان المرتبطتان بعلاقات تجارية، ثقافية وبشرية على وجه الخصوص.

وذكرت “إل باييس” بأن الأشغال التي تم الشروع فيها منذ أربع سنوات، مكنت في مدريد من عرض قطع فريدة تعود للعصور الفينيقية، الرومانية والوسطى، والتي نشأت على جانبي غرب البحر الأبيض المتوسط.

وبعنوان “عرض الجواهر الأركيولوجية للمغرب لأول مرة في إسبانيا”، سلطت يومية “أ بي ثي” في مقال لها، الضوء على القطع “النادرة” المعروضة من طرف المغرب خلال هذا المعرض.

واعتبرت الصحيفة أن “القطعة الأبرز في المعرض هي تمثال نصفي رائع من البرونز لجوبا الثاني، ملك موريتانيا، تم العثور عليه في مدينة وليلي الرومانية”، مشيرة إلى أن القطع الثقافية القادمة من المغرب تعكس غنى لا غبار عليه.

من جهتها، أكدت وكالة الأنباء “أوروبا بريس” أن “المعرض يتألف من مجموعة منتقاة قوامها 335 قطعة ثقافية مستقدمة من ستة متاحف مغربية ترتبط بالمؤسسة الوطنية للمتاحف بالمملكة المغربية، إضافة إلى مجموعة تعود للمتحف الأركيولوجي وقطعة من المتحف الوطني إل برادو”.

وأوضحت الوكالة أن مسار المعرض نظم حول ستة مناطق موضوعاتية تظهر تطور العلاقات بين البلدين على مدار سنوات من التبادل الثقافي، الذي تشكل في البداية من دون هياكل سياسية للدولة، ثم تحت تأثير القوى الخارجية، من قبيل الاستعمار الفينيقي والبونيقي، وحتى تحت رعاية الإمبراطورية الرومانية والتوسع اللاحق للإسلام.

كما يبرز المعرض التعاون العلمي بين المغرب وإسبانيا في المجال الأركيولوجي، من خلال فرق مشتركة تعمل منذ سنوات على التراب المغربي.

وفي السياق ذاته، كتبت البوابة الإلكترونية “إل إسبانيول” في مقال بعنوان “المغرب وإسبانيا.. بنية علاقة تعود إلى ما قبل التاريخ”، أن “البلدين يعملان على تعزيز علاقاتهما (…) من خلال معرض كبير بالمتحف الأركيولوجي الوطني، الذي يظهر التبادل الثقافي بين شبه الجزيرة الإيبيرية وشمال إفريقيا”.

وأشار الموقع الإخباري إلى أن “البلدين يواصلان تعزيز العلاقات القائمة بينهما عبر معرض كبير يقام بالمتحف الأركيولوجي الوطني بمدريد، والذي يسلط الضوء على التاريخ المشترك بين ضفتي مضيق جبل طارق، من عصور ما قبل التاريخ إلى مستهل العصر الحديث”، موضحا أن “جزءا كبيرا من القطع المعروضة، بما في ذلك قطع كثيرة ذات قيمة أثرية استثنائية، لم يسبق أن غادرت المغرب وتعرض لأول مرة في بلدنا”.

almaghreb24.com