ستلتقط المركبة الجوالة كريوستي Curiosity المزيد من الصور الشبيهة بهذه للمريخ لمدة ثلاثة أعوام أخرى.Image credit: NASA/JPL-Caltech/MSSS
ستُجري هذه المركبات بحثاً أعمق عن المريخ والقمر والكويكبات.
ستستمر ثمانِ مركباتٍ فضائية تطوف حول الكواكب بمهماتها على المريخ والقمر والكويكبات الأخرى.
مددت ناسا عمل هذه المهمات “بسبب إنتاجيتها العلمية وإمكانية تعميق معرفتنا وفهمنا للنظام الشمسي وما بعده”.
أتى هذا القرار الذي ينص على تمديد عمل هذه المهمات طويلة الأمد بعد مراجعات مستقلة لعملها والتي تضمنت آراءاً من ناسا ومن الوسط الصناعي والعلمي. شملت لائحة التقييمات 50 مُراجِعاً، وصرحت الوكالة: “بعد التأكد أن هذه المهمات الثمانية تحمل إمكانيات جوهريّة من أجل الاستمرار في تقديم الاكتشافات الجديدة وتقديم أسئلة علمية جديدة”.
إليكم نظرة سريعة حول هذه المهمات المُمددَة وماذا ستفعل مستقبلاً.
1- مركبة كريوستي الجوالة على المريخ
هبطت كريوستي والمعروفة أيضا باسم مخبر المريخ العلمي في عام 2012 وستستمر في الاستكشاف لمدة ثلاثة أعوام أخرى. لقد أمضت عدة سنوات في تسلق ماونت شارب Mount Sharp بعد الهبوط على فوهة غايل Gale على الكوكب الأحمر. إنها رحلة طويلة من أجل فهم كيفية ظهور الماء والظروف المحتملة للحياة في تلك المنطقة من الكوكب.
صرّحت ناسا: “ستتسلق كريوستي في مهمتها المُمددَة للمرة الرابعة مرتفعات أعلى مسكتشفةً الطبقات المهمة الحاملة للسولفات والتي تقدم لمحات فريدة عن تاريخ الماء على المريخ”.
2- المركبة المدارية القمرية ريكانيسانس في القمر
بدأت المركبة المدارية القمرية ريكانيسانس عملها منذ 2009، وستعمل لثلاثة أعوام أخرى. رسمت هذه المركبة خريطة لسطح القمر بشكل مفصل وبدقة عالية متعقبةً مواقع هبوط المهمات (أو حطامها) في الماضي والحاضر وباحثةً عن آثار المياه الجليدية على القمر.
ستستخدم ناسا بياناتها من أجل التخطيط لبرنامج الهبوط القمري أرتميس Artemis والتي من المخطط أن تهبط بعد عام 2025، مما سيمنح المركبة المدارية القمرية ريكانيسانس ثلاثة أعوام أخرى من العمل حسبما صرحت الوكالة.
صرحت ناسا تعقيباً على التمديد: “ستستمر المركبة المدارية القمرية ريكانيسانس في دراسة سطح وجيولوجيا القمر. إن تطور مدار المركبة المدارية القمرية ريكانيسانس سيسمح لها بدراسة مناطق جديدة بعيداً عن القطبين بدقة عالية، ومن ضنمها الفوهات المظلمة بشكل دائم بالقرب من القطبين حيث يمكن أن تتواجد المياه المتجمدة. ستوفر المركبة المدارية القمرية ريكانيسانس كذلك دعماً برمجياً لجهود ناسا الساعية للعودة الى القمر”.
3. أوسايرس آيبكس/أوسايرس ركس على الكويكب أبوفيس
مهمة الأصول، والتفسير الطيفي، وتحديد الموارد، ومستكشفةً الحطام الصخري أوسايرس ركس ستتوقف في محطة أخرى بعد أن تُنزِل قطعاً من الكويكب بينو على كوكب الأرض في عام 2023. بدأت هذه المركبة رحلتها منذ عام 2016 وسيُعدل مسارها من أجل زيارة أبوفيس Apophis وهو كويكب قريب من الأرض اُعتقد أنه سيشكل خطراً ضئيلاً على الأرض في عام 2068. ستحصل المهمة أيضاً على اسم جديد هو المستكشفة أوسايرس أبوفيس OSIRIS Apophis Explorer.
ستدور المهمة حول مدار أبوفيس بعد أن يصبح الكويكب على بعد 32 ألف كيلومتر من الأرض في عام 2029.
صرّحت ناسا: “من المخطط أن تدرس التغيرات التي حدثت في الكويكب بعد اقترابه من الأرض، وسوف تستخدم دافِعات الغاز الخاصة بالمركبة من أجل محاولة فصل ودراسة الغبار والصخور الصغيرة على وأسفل سطح أبوفيس”.
سيصبح لـأوسايرس آيبكس باحثة مسؤولة جديدة: دانيلا ديلاغيوستينا Daniella DellaGiustina وهي عالمة كواكب في جامعة أريزونا وباحثة مسؤولة عن المهمة الحالية أوسايرس ريكس.
أما عالمة الكواكب والباحثة المسؤولة دانتي لوريتا Dante Lauretta من نفس الجامعة، فستتولى مهمة تحليل عينات بينو بعد عودتها.
4- مركبة مافن في المريخ
أُطلقت مهمة الغلاف الجوي للمريخ والتطور المتقلب MAVEN في تشرين الثاني/نوفمبر 2013 من أجل دراسة التغيرات في الغلاف الجوي للكوكب الأحمر. يُعتقد أن التعرية التدريجية للغلاف الجوي عبر الزمن أدت إلى جريان أقل للماء على سطح المريخ عندما انخفض الضغط.
صرّحت ناسا: “ستقوم المهمة التي حصلت على تمديد لثلاثة أعوام أخرى بدراسة التفاعلات بين غلاف المريخ الجوي والحقل المغناطيسي أثناء ذروة النشاط الشمسي القادمة.
ستعمق أرصاد مافن مع ازدياد مستويات النشاط الشمسي باتجاه ذروة دورتها التي تبلغ 11 عام من فهمنا لكيفية تفاعل الغلاف الجوي العلوي للمريخ والحقل المغناطيسي مع الشمس”.
ستحصل مافن أيضاً على باحثة مسؤولة جديدة، وهي شانون كوري Shannon Curry عالمة كواكب في جامعة كالفورنيا بيركيلي (المسؤول السابق هو بروس جاكوسكي Bruce Jakosky من مخبر Atmospheric and Space Physics في جامعة كولورادو بولدير والذي أعلن رحيله في أيلول/سبتمبر 2021).
5- مركبة الهبوط المريخية إنسايت
هبطت إنسايت على المريخ عام 2018 وبدأت بجمع المعلومات عن الهزَّات المريخية من أجل معرفة المزيد عن بنية الكوكب الباطنية وكيف تطورت عبر السنين.
إن المركبة تعمل بشكل جيد بالرغم من الفشل الذي واجه المسبار الذي يعمل تحت السطح والمسمى “الخُلد”، وتراكم الغبار على سطح ألواحها الشمسية. بالنظر لحالة قوة الاهتزاز، ما تزالُ المهمة ملتزمةً بمهمتها حتى نهاية عام 2022، غير أنها قد لا تصمد حتى ذلك الحين.
صرّحت ناسا: “ستستمر المهمة المُمددَة بمراقبة الاهتزازت والطقس في حال بقيت المركبة بحالة جيدة.
على الرغم من ذلك، وبسبب تراكم الغبار على ألواحها الشمسية، أصبح انتاج إنسايت من الطاقة الكهربائية منخفضاً ومن غير المحتمل أن تستمر عملياتها في المدة التي حصلت عليها إلا إذا نظفت الألواح الشمسية عن طريق عواصف قوية في الغلاف الجوي”.
6- نيو هورايزونز في حزام كويبر
أُطلقت نيو هورايزونز في عام 2006، وقد زارت عالمين حتى الآن: الكوكب القزم بلوتو في 2015 وأروكوث Arrokoth، الجسم التابع لحزام كويبر في 2019.
من المتوقع أن تسافر المهمة لمسافة 63 وحدة فلكية (أو المسافة بين الأرض والشمس) في السنوات الثلاث القادمة، ولكن ما سيحصل لاحقاً (أو إن كان سيخطط لرحلة أخرى) ما يزالُ غير واضح.
صرّحت ناسا: “مركبة نيو هورايزونز يمكنها أن تنفذ أرصاداً متعددة الأنظمة مرتبطةً بالنظام الشمسي وأقسام الفيزياء الشمسية والفيزياء الفلكية التابعة لناسا.
سنقدم تفاصيل أخرى تخص الخطط العلمية لنيو هورايزونز في وقت أخر”.
7- مركبة المريخ أوديسي
بدأت مركبة المريخ أوديسي العمل عام 2001 وما زالت تعمل بشكل جيد بعد مرور ثلاثة عقود في الفضاء.
بالرغم من تحذيرات ناسا أن المهمة بدأت تعاني من ضعف الدفع إلا أنها تأمل باستمرار المهمة لثلاثةِ أعوامٍ أخرى.
بالإضافة لكونها مركزاً علمياً بعيداً، تخدم أوديسي كنقطة اتصال لمركبات المريخ الأخرى الموجودة على سطح الكوكب؛ إذ ترسل إشارات التواصل إلى الأرض.
بالنسبة للجانب العلمي صرّحت ناسا: “ستنفذ مهمة مارس أوديسي المُمددَة دراسات حرارية جديدة للصخور والجليد أسفل سطح المريخ وستراقب بيئة الإشعاع وستسمر بحملتها الطويلة في مراقبة المناخ”.
8- المركبة المدارية المريخية ريكونيسانس
بدأت المركبة المدارية المريخية ريكونيسانس Mars Reconnaissance Orbiter عملها في عام 2005، وهي توفر رؤية طويلة الأمد لسطح المريخ؛ فهي تسجل التغييرات في الكثبان الرملية والأغطية الجليدية ومظاهر أخرى وتراقب أيضاً المهمات على الكوكب الأحمر.
بجانب خسارة إحدى الأدوات (أداة مطياف التصوير المدمج لاستكشاف المريخ CRISM) بسبب خسارة المُبرِدَة التي أطفأت واحدة من أصل اثنين من أجهزة قياس الطيف، من المفترض أن تعمل المهمة لثلاثة أعوام أخرى. ستستمر المركبة بعملها كمركز اتصال بين المهمات الموجودة على السطح أيضاً.
صرّحت ناسا: “في مهمتها الممددة للمرة السادسة، ستدرس المركبة تطور سطح المريخ والجليد وطبقات الكوكب النشطة والغلاف الجوي والمناخ.
وأيضاً، ستستمر MRO بتزويدنا ببيانات هامة عن المهمات المريخية الأخرى”.