وقال زيلينسكي: “تلقينا جميعا هذا النبأ بحزن. لست وحدي بل كل المجتمع الأوكراني يتعاطف كثيرا معكم”، قبل أن يشدد على امتنان الأوكرانيين لدعم جونسون لكييف خلال الحرب التي تشنها روسيا عليها منذ أشهر.

واكتسبت كييف الكثير من علاقتها مع جونسون، بما في ذلك الدعم العسكري في المقام الأول، وقال زيلينسكي إن رئيس الوزراء البريطاني المستقيل “كان صديقا حقيقيا لأوكرانيا”.

كما تحدث جونسون خلال خطاب استقالته عن دور بريطانيا في دعم أوكرانيا في حربها، وقال إن بلاده “ستناضل من أجل الحرية طالما لزم الأمر”.

واستقال رئيس الوزراء البريطاني، الخميس، من منصبه كرئيس تنفيذي لحزب المحافظين، ممهدا بذلك الطريق لاختيار خلف له لرئاسة الوزراء في البلاد التي تشهد أزمة سياسية غير مسبوقة.

ويقول السياسي والإعلامي البولندي كاميل جيل كاتي، إن كييف خسرت حليفا قويا، مشيرا إلى أن “التغيرات الأخيرة على الساحة البريطانية أصابت أوكرانيا بحالة من الصدمة”.

وأضاف في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “أوكرانيا كانت تنتظر المزيد من الصفقات مع جونسون، منها المعدات العسكرية وحملة الإعمار، تلك الصفقات حال تعطلها، وهذا متوقع نتيجة التغيرات الحكومية، ستؤثر بالسلب على كييف التي تعاني خسائر فادحة في الجبهة الشرقية خلال الأيام الماضية”.

ويقول الباحث المتخصص في الشأن الدولي أحمد سلطان إن الموقف في بريطانيا، وأي تغييرات سياسية على وجه التحديد، سيؤثر بلا شك على مجريات الحرب في أوكرانيا.

ووفق حديث سلطان لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإن “روسيا المستفيد الأول، فهي الطرف الأقوى في الحرب رغم أي خسائر عسكرية أو اقتصادية، وبالتالي فإنها وإن كانت غير مسؤولة بشكل مباشر عن أي أزمات في بريطانيا واستقالة جونسون، فإن هناك تبعات للحرب الروسية الأوكرانية تطال كل العواصم الأوروبية والغربية، ولا يستطيع أن ينكرها أحد، والتأثيرات السياسية والاقتصادية ستمتد إلى بيوت الجميع في أوروبا والغرب أجمع”.

وأضاف أن “روسيا أعلنت صراحة أنها لا يعنيها ما يحدث، وانتقدت الأداء السياسي لجونسون صراحة على لسان أكثر من مسؤول ومتحدث روسي، ومن مصلحة الولايات المتحدة الآن أن تقتنع بترك روسيا تحقق انتصارا في أوكرانيا، لأن الروس لن يتوقفوا دون تحقيق هذا الانتصار”.

واعتبر سلطان أن “طول أمد الحرب يعني دمارا على المستوى العالمي، وواشنطن متيقنة أن الحسم العسكري لن يكون في صالح أوكرانيا، وبالتالي فهي تحاول استنزاف الدب الروسي لفترة، ثم تدفع في اتجاه حل سياسي لأن كل العواصم الغربية لا تريد الحرب مع روسيا، وإن كانت الغالبية تساند الأوكرانيين بالمال والسلاح والغذاء والأدوية ضد الجيش الروسي”.

وتشهد العلاقات بين لندن وموسكو بالأخص في عهد جونسون أمواجا عاتية من التوتر وصلت حد التهديد الصريح، عندما دافعت لندن عن حق كييف في الحصول على صواريخ بعيدة المدى لضرب العمق الروسي، مما دفع موسكو للرد والقول إن من حق روسيا في المقابل ضرب أهداف عسكرية داخل أراضي دول الناتو التي تزود كييف بالسلاح، ومن ضمنها بريطانيا.

وتعليقا على استقالة جونسون، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن “الشعب البريطاني هو من يُقوّم عمل حكومته”، وأضاف أن “الكرملين يأمل أن يأتي إلى السلطة في بريطانيا، عاجلا أم آجلا، أشخاص مهنيون وقادرون على حل المشكلات القائمة من خلال الحوار”.

لكن بيسكوف استطرد قائلا: “حتى الآن، لا أمل في ذلك”.

كما قال رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين تعليقا على استقالة جونسون: “هو صديق مقرب وداعم لزيلينسكي، فشل في البقاء رغم كل الجهود”.

وتابع فولودين: “جونسون يقف وراء قصف مدننا الهادئة، بيلغورود وكورسك، ويجب أن يعرف المواطنون البريطانيون ذلك. إنه أحد منظري الحرب ضد روسيا حتى آخر مواطن أوكراني، ومن الصواب أن يفكر قادة الدول الأوروبية فيما تؤدي إليه مثل هذه السياسات”.

skynewsarabia.com