• ميشال روبرتس
  • محررة الشؤون الصحية – بي بي سي

قبل 2 ساعة

نوا وامه ريبيكا
التعليق على الصورة،

حالة الطفل نوا تطلبت زرعا للكبد

يعتقد خبراء بريطانيون أنهم تعرفوا على السبب الخفي انتشار مشاكل في الكبد لدى الأطفال حول العالم، خلال الفترة الماضية.

وتشير الأبحاث إلى أن السبب يكمن في عودة فيروسين معروفين للظهور، بعد انتشار وباء فيروس كورونا، ما تسبّب في ظهور التهاب نادر، ولكن خطير، في الكبد، لدى الأطفال.

وسجلت الإحصائيات إصابة ألف طفل بالالتهاب، الكثير منهم دون سن الخامسة، بالمرض، في 35 دولة. وقد تطلبت بعض الحالات، اللجوء إلى زرع الكبد، لإنقاذ حياة الطفل المصاب.

ويقول الباحثون من لندن وغلاسكو إن الأطفال تعرضوا للفيروس في وقت متأخر بسبب قيود وباء كوفيد، وضاعت عليهم بعض المناعة ضد:

  • الفيروسات الغدانية التي تسبب عادة الزكام وآلاماً في البطن.
  • الفيروسات المرتبطة بالغدية التي لا تسبب أي مرض عادة، ولكنها تتطلب وجود فيروس “مساعد” مثل الفيروس الغداني،

وذلك ما يفسر ظهور التهابات مقلقة في الكبد عند البعض.

ومن بين هؤلاء المصابين، الطفل نوا، من مقاطعة إيسكس في إنجلترا، إذ تطلبت حالته زرعاً للكبد بعدما أصيب بالتهاب خطير.

ووصفت والدته ريبيكا كامرون كاكينتوش تجربتها مع ابنها بأنها مدمرة. تقول: “لم يكن يعاني من أي شيء من قبل، وفجأة أصبحت حالته خطيرة، وهذا سبب لنا صدمة”. وتتابع: “اعتقدنا في البداية أنها مشكلة صغيرة ستعالج بسهولة، ولكن حالته أخذت تزداد سوءا مع مرور الوقت”.

نوا
التعليق على الصورة،

زرع الكبد أنقذ حياة نوا

وبادرت ريبيكا أولاً إلى وهب ابنها قطعة من كبدها، ولكنها انتهت في العناية المركزة بسبب تفاعل خطير في جسمها مع الأدوية المستعملة في العملية.

ووضع نوا على قائمة زراعة الكبد، وبعدها أجريت له العملية، وهو الآن يتماثل للشفاء بطريقة جيدة، ولكنه بحاجة إلى أخذ أدوية كبح المناعة مدى الحياة، حتى يتجنب رفض جسمه للكبد المزروع له.

وتقول ريبيكا إنه “أمر يفطر القلب، أن تحترم التعليمات، وتفعل ما يطلب منك من أجل حماية الآخرين، ثم يصاب ابنك لأنك فعلت ما طلب منك”.

وتعد هذا الحالة نادرة جداً، فأغلب الأطفال الذين يصابون بهذا الفيروس يتعافون بسرعة.

ولا يعرف لماذا يصاب بعض الأطفال بالتهاب الكبد، وربما كان للمورّثات الجينية دور في هذا التطور.

واستبعد العلماء أي علاقة بمرض كوفيد أو اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.

وتقول البروفيسور جوديت بروير، خبيرة علم الفيروسات في جامعة كولدج لندن، ومستشفى غريت أورموند ستريت، إن الفيروس لم ينتقل بين الأطفال خلال الإغلاق، لأنهم لم يختلطوا، لذلك لم يكونوا المناعة اللازمة ضد الإصابة بهذا الفيروس”.

وتتابع: “بعد رفع القيود، بدأ الأطفال في الاختلاط، فأخذ الفيروس بالانتشار، فتعرضوا له دون مناعة، ما تسبب في هذه الالتهابات”.

وتقول البروفيسورة إيما واتسون، التي أشرفت على البحوث في جامعة غلاسكو إن العديد من الأسئلة لا تزال دون جواب. “المطلوب هو توسيع البحث في أسرع وقت للنظر في دور الفيروسات المرتبطة بالغدية AVV2 في التهاب الكبد عند الأطفال.

“علينا أن نفهم المزيد عن الانتشار الفصلي لفيروس AVV2 الذي لا يراقب بانتظام، وربما كانت ذروة انتشار الفيروس الغدامي تزامنت مع ذروة التعرض لفيروس AVV2 ما أدى إلى ظهور التهاب الكبد لدى الأطفال.

بي بي سي العربية