ووفق مصادر أزوادية، فإن مجموعة من المقاتلين الأزواد في بلدة” أزواغ” على الحدود بين النيجر ومالي أحبطت تهريب الوقود إلى داعش، وصادرت سيارات دفع رباعي تحمل “البنزين” قادمة من النيجر إلى تمركزات التنظيم في مالي.

و”أزواغ” منطقة حدودية صحراوية قاحلة بين النيجر ومالي والجزائر، ويقطنها غالبية من الطوارق “الأزواد” والعرب.

والمناطق بين النيجر ومالي وتشاد وصولا إلى ليبيا تستخدمها التنظيمات الإرهابية لتهريب المسلحين والسلاح والمخدرات والوقود والمهاجرين، وهي مناطق “قلق” أمني دائم لهذه الدول.

 وتعد أغاديس بشمال النيجر، مركز التهريب في الصحراء الكبرى، وتعاني المنطقة من هشاشة أمنية وصراع عرقي، وتمركز إرهابي.

ووفق تقديرات معهد الدراسات الأمنية (ISS)، فإن 3000 مهاجر يعبرون أغاديس من جنوب الصحراء الكبرى إلى ليبيا أسبوعيا.

وفي 2016، قدرت المنظمة الدولية للهجرة (IOM) أن 170 ألف مهاجر، معظمهم من غرب إفريقيا، عبروا أغاديس إلى ليبيا.

زيادة الإرهاب في مالي

وشهد شمال ووسط مالي تصاعد عمليات جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” الموالية لتنظيمي “القاعدة” و”داعش”، ما أدى لعملية نزوح داخلية واسعة.

والأسبوع الماضي، حذر المتحدث باسم الإطار الاستراتيجي الدائم “CSP” والأمين العام لحركة إنقاذ أزواد “MSA”، موسى أغ أشغتمان، من انفلات الأوضاع في المناطق بين مالي والنيجر، وتأثير أوضاع ليبيا على أمن شمال مالي.

كما دعا “أغ شغتمان” الاتحاد الأوروبي والناتو للتدخل ضد الجماعات الإرهابية في شمال مالي.

ومنذ أيام، شن إرهابيون هجمات وصلت إلى قرب قاعدة “كاتي” التي يقيم فيها رئيس المجلس الانتقالي، كولونيل أسيمي غويتا، في تطور خطير باقترابها من العاصمة باماكو.

والعلاقات بين الحركات الأزوادية والحكومة في مالي متوترة نتيجة اتهام هذه الحركات للحكومة بـ”اضطهاد” الأزواد، ورفض الحكومة مساعي بعضها لإقامة حكم مستقل في شمال مالي؛ وهو ما يحول دون التنسيق اللازم بينهم لصد الإرهاب.

توحيد الأزواديين

يأتي ذلك فيما دعا الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد” MNLA “، “بلال أغ شريف”، الحركات الأزوادية إلى اجتماع في كيدال، 27 أغسطس، بحضور القادة العسكريين التابعين لها؛ لبحث اتحاد الأزواديين داخل كيان واحد لمواجهة الإرهاب الذي يهدد تواجدهم في شمال مالي.

وقد يؤدي هذا الاتحاد إن تم لإعادة تكتل القوى الأزوادية؛ وهو ما قد يشكل تحديا للحكومة التي تخشى انفصال شمال مالي.

 ويرى الإعلامي الأزوادي والعضو المؤسس في “الحركة الوطنية لتحرير أزواد”، بكاي أغ حمد، أن الحدود المالية النيجرية، من أبرز أماكن التهريب الخطرة، وهي مفتوحة نظرا لشاسعتها وعدم السيطرة الحكومية المحكمة عليها.

ويجري تهريب البشر من دول جنوب الصحراء إلى شمالها، وتهريب السلاح من ليبيا وتشاد وأزواد في شمال مالي، أما الوقود والمواد التموينية فيتم تهريبها من ليبيا والجزائر، ويساعد في ذلك وجود تعاطف وحاضنة للجماعات المتشددة في البوادي والمناطق النائية، بحسب “بكاي”.

من جانبه، يعتبر الباحث في مركز راند الأميركي للاستشارات الأمنية مايكل شوركين، أن من أسباب تحول المناطق الحدودية، بين مالي والنيجر وتشاد، لتكون من أكثر المناطق الحدودية في العالم التي تشكل تهديدا أمنيا، هو غياب التنسيق بين هذه الدول.

وانسحبت مالي من مجموعة دول الساحل والصحراء (مالى وبوركينافاسو والنيجر، مالي، موريتانيا) مايو المنصرم بعد خلافات حول الانقلاب العسكري الذي شهدته مالي قبلها بعام.

skynewsarabia.com